فقال علي عليهالسلام : نعم عندي جواب غير الذي أجبته به لك ولصاحبك ، ثمّ إنّه حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أما بعد فإن الله بعث النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأنقذ به من الضلالة ، ونعّش به من الهلكة ، وجمع به بعد الفرقة ، ثمّ قبضه الله إليه وقد أدّى ما عليه.
ثمّ استخلف الناس أبا بكر ثمّ استخلف أبو بكر عمر ، فأحسنا السيرة وعدلا في الامة (١) وقد وجدنا عليهما : أن تولّيا الأمر دوننا ، ونحن آل الرسول وأحقّ بالأمر ، فغفرنا ذلك لهما (٢).
ثمّ ولي أمر الناس عثمان ، فعمل بأشياء عابها الناس عليه ، فسار إليه ناس فقتلوه.
ثمّ أتاني الناس وأنا معتزل أمرهم فقالوا لي : بايع ، فأبيت عليهم فقالوا لي : بايع فإنّ الأمّة لا ترضى إلّا بك ، وإنّا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناس! فبايعتهم.
فلم يرعني إلّا شقاق رجلين قد بايعاني ، وخلاف معاوية إياي ، الذي لم يجعل الله له سابقة في الدين ، ولا سلف صدق في الإسلام ، طليق ابن طليق ، وحزب من الأحزاب ، لم يزل لله ولرسوله وللمسلمين عدوّا هو وأبوه حتّى دخلا في الإسلام كارهين مكرهين ، فعجبنا لكم ولإجلابكم معه وانقيادكم له ، وتدعون أهل بيت نبيّكم صلىاللهعليهوآله ، الذين لا ينبغي لكم شقاقهم ولا خلافهم ، ولا أن تعدلوا بهم أحدا من الناس.
إني أدعوكم إلى كتاب الله عزوجل وسنة نبيكم صلىاللهعليهوآله ، وإماتة الباطل ، وإحياء معالم الدين. أقول قولي هذا واستغفر الله لنا ولكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة.
فقال له شرحبيل ومعن : أتشهد أن عثمان قتل مظلوما؟
__________________
(١) هذا بالنسبة إلى من بعدهما.
(٢) أي لم ننازعهما الأمر عمليا لعدم الناصر ، عملا بوصية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بدلالة ساير كلامه عليهالسلام.