آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا
أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ
الْفاسِقِينَ [٢٦] الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ
ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ
الْخاسِرُونَ [٢٧]
٣٦٠ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليهالسلام : «إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فالبعوضة أمير المؤمنين عليهالسلام وما فوقها رسول الله (١) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والدليل على ذلك قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الميثاق عليهم له.
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) فرد الله عليهم ، فقال : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ ـ في على ـ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) يعني من صلة أمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)».
٣٦١ / ٢ ـ تفسير الإمام أبي محمد العسكري عليهالسلام ، قال : «قال الباقر عليهالسلام : فلما قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ) (١) وذكر الذباب في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) (٢) الآية ، ولما قال : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (٣) وضرب المثل في هذه السورة بالذي استوقد نارا ، وبالصيب من السماء. قالت الكفار والنواصب : وما هذا من الأمثال فيضرب؟! يريدون به الطعن على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال الله : يا محمد (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي) لا يترك حياء (أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) للحق (٤) ، يوضحه به عند
__________________
سورة البقرة آية ـ ٢٦ ـ ٢٧ ـ
١ ـ تفسير القمّي ١ : ٣٤.
(١) قال المجلسيّ رحمهالله : مثّل الله بهم : لذاته تعالى من قوله : اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وأمثاله ، لئلاّ يتوهّم أنّ لهم : في جنب عظمته تعالى قدرا ، أو لهم مشاركة له تعالى في كنه ذاته وصفاته ، أو الحلول أو الاتحاد ، تعالى الله عن جميع ذلك ، فنبّه الله تعالى بذلك على أنّهم ـ وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها ـ فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة وأشباهها ، والله تعالى يعلم حقائق كلامه وحججه :. «بحار الأنوار ٢٤ : ٣٩٣».
٢ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٠٥ / ٩٥ و ٩٦.
(١ ، ٢) الحجّ ٢٢ : ٧٣.
(٣) العنكبوت ٢٩ : ٤١.
(٤) في «س» : للخلق.