معهم؟
قال : «نعم ، والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة ، وكان إبليس ممن أقر بالدعوة الظاهرة معهم (٣)».
٣٨٩ / ٨ ـ الحسين بن سعيد : عن فضالة بن أيوب ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إياك والغضب ، فإنه مفتاح كل شر».
وقال : «إن إبليس كان مع الملائكة ، [وكانت الملائكة] تحسب أنه منهم ، وكان في علم الله أنه ليس منهم ، فلما أمر بالسجود لآدم حمي وغضب ، فأخرج الله ما كان في نفسه بالحمية (١) والغضب».
٣٩٠ / ٩ ـ ابن بابويه : قال : حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد بإسناده رفعه ، قال : أتى علي بن أبي طالب عليهالسلام يهودي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أسألك عن أشياء ، إن أخبرتني بها أسلمت.
قال علي عليهالسلام : «سلني ـ يا يهودي ـ عما بدا لك ، فإنك لا تصيب أحدا أعلم منا أهل البيت». وذكر المسائل إلى أن قال : ولم سمي آدم آدم؟
قال : «وسمي آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض (١) ، وذلك أن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل عليهالسلام ، وأمره أن يأتيه من أديم الأرض بأربع طينات : طينة بيضاء ، وطينة حمراء ، وطينة غبراء ، وطينة سوداء ، وذلك من سهلها وحزنها (٢). ثم أمره الله أن يأتيه بأربعة أمواه (٣) : ماء عذب ، وماء ملح ، وماء مر ، وماء منتن.
ثم أمره أن يفرغ الماء في الطين ؛ وأدمه الله بيده ، فلم يفضل شيء من الطين يحتاج إلى الماء ، ولا من الماء شيء يحتاج إلى الطين ، فجعل الماء العذب في حلقه ، وجعل الماء الملح في عينيه ، وجعل الماء المر في أذنيه ، وجعل الماء المنتن في أنفه».
__________________
(٣) قال المجلسيّ رحمهالله : حاصله أنّ الله تعالى إنّما أدخله في لفظ الملائكة لأنّه كان مخطوطا بهم وكونه ظاهرا منهم ، وإنّما وجّه الخطاب في الأمر بالسجود إلى هؤلاء الحاضرين وكان من بينهم فشمله الأمر ، أو المراد أنّه خاطبهم بـ (يا أيّها الملائكة) مثلا وكان إبليس أيضا مأمورا لكونه ظاهرا منهم ومظهرا لصفاتهم ، كما أن خطاب يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يشمل المنافقين لكونهم ظاهرا من المؤمنين ، وأمّا ظنّ الملائكة فيحتمل أن يكون المراد أنّهم ظنوا أنّه منهم في الطاعة وعدم العصيان ، لأنّه يبعد أن لا يعلم الملائكة أنّه ليس منهم مع أنّهم رفعوه إلى السّماء وأهلكوا قومه ، فيكون من قبيل
قولهم عليهمالسلام : «سلمان منّا أهل البيت»
على أنّه يحتمل أن يكون الملائكة ظنّوا أنّه كان ملكا جعله الله حاكما على الجانّ ، ويحتمل أن يكون هذا الظنّ من بعض الملائكة الذين لم يكونوا بين جماعة منهم قتلوا الجانّ ورفعوا إبليس.
«بحار الأنوار ١١ : ١٤٨».
٨ ـ كتاب الزهد : ٢٦ / ٦١.
(١) كذا ، والظاهر أنّ الصّواب : من الحمية.
٩ ـ علل الشرائع : ١ / ١.
(١) أديم الأرض : صعيدها وما ظهر منها. «مجمع البحرين ـ أدم ـ ٦ : ٦».
(٢) الحزن : ما غلظ من الأرض ، وهو خلاف السهل ، والجمع حزون. «مجمع البحرين ـ حزن ـ ٦ : ٢٣٢».
(٣) يجمع الماء على أمواه في القلة ، ويجمع على مياه في الكثرة. «مجمع البحرين ـ موه ـ ٦ : ٣٦٢».