وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة عليهاالسلام بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم عليهالسلام ، فأخرجهما الله تعالى من (٣) جنته ، وأهبطهما من جواره إلى الأرض».
٤١٢ / ١٤ ـ العياشي : عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) : «يعني لا تأكلا منها».
٤١٣ / ١٥ ـ عن عطاء ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : «إنما كان لبث آدم وحواء في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى أكلا من الشجرة ، فأهبطهما الله إلى الأرض من يومهما ذلك.
قال : فحاج آدم ربه ؛ فقال : يا رب ، أرأيتك قبل أن تخلقني كنت قدرت علي هذا الذنب ، وكل ما صرت وأنا صائر إليه ، أو هذا شيء فعلته أنا من قبل أن تقدره علي ، غلبتني شقوتي ، فكان ذلك مني وفعلي ، لا منك ولا من فعلك؟
قال له : يا آدم ، أنا خلقتك ، وعلمتك أني أسكنك وزوجتك الجنة ، وبنعمتي وما جعلت فيك من قوتي ، قويت بجوارحك على معصيتي ، ولم تغب عن عيني ، ولم يخل علمي من فعلك ، ولا مما أنت فاعله.
قال آدم : يا رب ، الحجة لك علي ـ يا رب ـ حين خلقتني وصورتني ونفخت في من روحك (١).
قال الله تعالى : يا آدم ، أسجدت لك ملائكتي ، ونوهت باسمك في سماواتي ، وابتدأتك بكرامتي ، وأسكنتك جنتي ، ولم أفعل ذلك إلا برضا مني عليك ، أبلوك (٢) بذلك من غير أن تكون عملت لي عملا تستوجب [به] عندي ما فعلت بك. قال آدم : يا رب ، الخير منك ، والشر مني.
قال الله : يا آدم ، أنا الله الكريم ، خلقت الخير قبل الشر ، وخلقت رحمتي قبل غضبي ، وقدمت بكرامتي قبل هواني ، وقدمت باحتجاجي قبل عذابي ـ يا آدم ـ ألم أنهك عن الشجرة؟ وأخبرك أن الشيطان عدو لك ولزوجتك؟ وأحذر كما قبل أن تصيرا إلى الجنة؟ وأعلمكما أنكما إن أكلتما من الشجرة ، كنتما ظالمين لأنفسكما ، عاصيين لي؟ يا آدم ، لا يجاورني في جنتي ظالم عاص لي.
قال : فقال : بلى ـ يا رب ـ الحجة لك علينا ، ظلمنا أنفسنا وعصينا ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين. قال : فلما أقرا لربهما بذنبهما ، وأن الحجة من الله لهما ، تداركتهما رحمة الرحمن الرحيم ، فتاب عليهما ربهما ، إنه هو التواب الرحيم.
قال الله : يا آدم ، اهبط أنت وزوجتك إلى الأرض ، فإذا أصلحتما أصلحتكما ، وإن عملتما لي قويتكما ، وإن
__________________
(٣) في المصدر : عن.
١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٣٥ / ٢٠.
١٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٣٥ / ٢١.
(١) في المصدر : من روحي.
(٢) في المصدر : ابتليتك.