بالتعرض لأعداء الله في الجهاد ، لتنالوا طول الأعمار في (١٢) الآخرة ، في النعيم الدائم الخالد ، وابذلوا أموالكم في الحقوق اللازمة ليطول غناكم في الجنة.
فقام أناس ، فقالوا : يا رسول الله ، نحن ضعفاء الأبدان ، قليلو الأموال ، لا نفي بمجاهدة الأعداء ، ولا تفضل أموالنا عن نفقات العيالات ، فما ذا نصنع؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا فلتكن صدقاتكم من قلوبكم وألسنتكم.
قالوا : كيف يكون ذلك ، يا رسول الله؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما القلوب فتقطعونها على حب الله ، وحب محمد رسول الله ، وحب علي ولي الله ووصي رسول الله ، وحب المنتجبين للقيام بدين الله ، وحب شيعتهم ومحبيهم ، وحب إخوانكم المؤمنين ، والكف عن اعتقادات العداوة والشحناء والبغضاء ، وأما الألسنة فتطلقونها بذكر الله تعالى بما هو أهله ، والصلاة على نبيه محمد وعلى آله الطيبين ، فإن الله تعالى بذلك يبلغكم أفضل الدرجات ، وينيلكم به المراتب العاليات».
قوله تعالى :
قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما
بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ [٩٧] مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ
وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ [٩٨]
٥٦٥ / ١ ـ قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الحسن بن علي (١) عليهماالسلام : إن الله تعالى ذم اليهود في بغضهم لجبرئيل عليهالسلام الذي كان ينفذ قضاء الله تعالى فيهم بما يكرهون ، وذمهم أيضا وذم النواصب في بغضهم لجبرئيل وميكائيل وملائكة الله النازلين لتأييد علي بن أبي طالب عليهالسلام على الكافرين حتى أذلهم بسيفه الصارم.
فقال : قل : يا محمد (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) من اليهود ، لدفعه عن بخت نصر أن يقتله دانيال ، من غير ذنب كان جناه بخت نصر ، حتى بلغ كتاب الله في اليهود أجله ، وحل بهم ما جرى في سابق علمه. ومن كان أيضا عدوا لجبرئيل من سائر الكافرين وأعداء محمد وعلي الناصبين (٢) ، لأن الله تعالى بعث جبرئيل لعلي عليهالسلام مؤيدا ، وله على أعدائه ناصرا ، ومن كان عدوا لجبرئيل لمظاهرته محمدا وعليا عليهماالسلام ، ومعاونته لهما ،
__________________
(١٢) في المصدر : طول أعمار.
سورة البقرة آية ـ ٩٧ ـ ٩٨ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٤٨ / ٢٩٦ ـ ٢٩٨.
(١) في «س» : الحسين بن عليّ بن أبي طالب.
(٢) في المصدر : المناصبين.