علي عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أن الله اختارنا معاشر آل محمد ، واختار النبيين ، واختار الملائكة المقربين ، وما اختارهم إلا على علم منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته ، وينقطعون به عن عصمته ، وينضمون به إلى المستحقين لعذابه ونقمته».
قالا : فقلنا : لقد روي لنا أن عليا عليهالسلام لما نص عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالولاية والإمامة عرض الله في السماوات ولايته على فئام (٢٢) وفئام وفئام من الملائكة ، فأبوها فمسخهم الله تعالى ضفادع.
فقال : «معاذ الله ، هؤلاء المكذبون علينا ، الملائكة هم رسل الله ، فهم كسائر أنبياء الله إلى الخلق ، أفيكون منهم الكفر بالله؟» قلنا : لا. قال : «فكذلك الملائكة ، إن شأن الملائكة عظيم ، وإن خطبهم جليل».
٥٧٠ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضياللهعنه ، قال : حدثني أبي ، عن أحمد ابن علي الأنصاري ، عن علي بن محمد بن الجهم ، قال : سمعت المأمون يسأل الرضا علي بن موسى عليهالسلام عما يرويه الناس من أمر الزهرة ، وأنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت ، وما يروونه من أمر سهيل ، وأنه كان عشارا (١) باليمن.
فقال الرضا عليهالسلام : «كذبوا في قولهم : إنهما كوكبان ، وإنما كانتا دابتين من دواب البحر ، وغلط الناس [وظنوا] أنهما كوكبان ، وما كان الله تعالى ليمسخ أعداءه أنوارا مضيئة ، ثم يبقيهما ما بقيت السماء والأرض ، وإن المسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام حتى تموت ، وما تناسل منها شيء ، وما على وجه الأرض اليوم مسخ ، وإن التي وقع عليها اسم المسوخية مثل القرة والخنزير والدب وأشباهها ، إنما هي مثل ما مسخ الله على صورها قوما غضب الله عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد الله ، وتكذيبهم رسله.
وأما هاروت وماروت ، فكانا ملكين علما الناس السحر ، ليحترزوا به من سحر السحرة ، ويبطلوا به كيدهم ، وما علما أحدا من ذلك شيئا إلا قالا له : (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز منه ، وجعلوا يفرقون بما تعلموه بين المرء وزوجه ، قال الله تعالى : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ) يعني بعلمه».
٥٧١ / ٣ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «إن سليمان بن داود عليهماالسلام أمر الجن أن يبنوا (١) له بيتا من قوارير ـ قال ـ : فبينا هو متكئ على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون ، وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة ، فإذا هو برجل معه في القبة ففزع منه ، وقال : من أنت؟ قال : أنا الذي لا أقبل الرشا ، ولا أهاب الملوك ، أنا ملك الموت ، فقبضه وهو متكئ على
__________________
(٢٢) الفئام : الجماعة الكثيرة. «مجمع البحرين ـ فأم ـ ٦ : ١٣٠».
٢ ـ عيون أخبار الرّضا عليهالسلام ١ : ٢٧١ / ٢.
(١) العشّار : قابض العشر. «لسان العرب ـ عشر ـ ٤ : ٥٧٠».
٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٥٤.
(١) في المصدر : الجنّ والإنس فبنوا له.