كالسواد والبياض وما أشبه ذلك ، وهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز وجل.
٦٠٤ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام ابن سالم ؛ ودرست بن أبي منصور ، عنه ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «قد كان إبراهيم نبيا وليس بإمام حتى قال الله له : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) فقال الله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما».
٦٠٥ / ٣ ـ عنه : عن محمد بن الحسن ، عمن ذكره ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن زيد الشحام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عليهالسلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا ، وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له الأشياء قال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً)».
قال : «فمن عظمها في عين إبراهيم عليهالسلام : (قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ـ قال ـ : لا يكون السفيه إمام التقي».
٦٠٦ / ٤ ـ وعنه : عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسين ، عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : «إن الله اتخذ إبراهيم عليهالسلام ، عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، واتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا ، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له هذه الأشياء ـ وقبض يده (١) ـ قال له : يا إبراهيم (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فمن عظمها في عين إبراهيم ، قال : يا رب (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)».
٦٠٧ / ٥ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضياللهعنه ، قال : حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني ، قال : حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن بن القاسم الرقام ، قال : حدثني القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، قال : كنا في أيام علي بن موسى الرضا عليهالسلام بمرو ، فاجتمعنا في مسجد جامعها يوم الجمعة في بدء مقدمنا ، فأدار الناس أمر الإمامة ، وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها.
فدخلت على سيدي ومولاي الرضا عليهالسلام فأعلمته ما خاض الناس فيه فتبسم عليهالسلام ، ثم قال : «يا عبد العزيز ، جهله القوم وخدعوا عن أديانهم ، إن الله عز وجل لم يقبض نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أكمل له الدين ،
__________________
٢ ـ الكافي ١ : ١٣٣ / ١.
٣ ـ الكافي ١ : ١٣٣ / ٢.
٤ ـ الكافي ١ : ١٣٤ / ١.
(١) هذه الجملة إمّا اعتراضية من كلام الراوي ، يعني أنّ الإمام عليهالسلام قبض أصابعه ليحكي اجتماع هذه الصفات في إبراهيم عليهالسلام ، وإمّا من كلام الإمام عليهالسلام أي قبض الله يد إبراهيم عليهالسلام كناية عن كمال لطفه تبارك وتعالى بإبراهيم عليهالسلام حين خاطبه.
٥ ـ عيون أخبار الرّضا عليهالسلام ١ : ٢١٦ / ١.