الأرض كلهم : اسمه اسم نبي ، إن (٨) أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورايته ، وسلاحه ، والنفس الزكية من ولد الحسين عليهالسلام ، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره ، وإياك وشذاذا من آل محمد ، فإن لآل محمد وعلي عليهمالسلام راية ، ولغيرهم رايات ، فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين عليهالسلام ، معه عهد نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورايته وسلاحه ، فإن عهد نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صار عند علي بن الحسين عليهماالسلام ، ثم صار عند محمد بن علي ، عليهماالسلام ، ويفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء أبدا ، وإياك ومن ذكرت لك.
فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء حتى يقول : هذا مكان القوم الذين يخسف بهم ، وهي الآية التي قال الله : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٩).
فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنة يوسف عليهالسلام ، ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ، ثم يسير حتى يأتي العذراء (١٠) هو ومن معه ، وقد لحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة ، حتى إذا التقوا ـ وهو يوم الأبدال ـ يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل أناس إلى رايتهم ، وهو يوم الأبدال.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يترك منهم مخبر ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة بني كلب ، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها ، فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه وأعتقه ، ولا غارما إلا قضى دينه ، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها ، ولا يقتل منه عبد إلا أدى ثمنه ، دية مسلمة إلى أهله (١١) ، ولا يقتل قتيل إلا قضى عنه دينه ، وألحق عياله في العطاء ، حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا.
ويسكن هو وأهل بيته الرحبة (١٢) ، والرحبة إنما كانت مسكن نوح عليهالسلام ، وهي أرض طيبة ، ولا يسكن الرجل من آل محمد عليهمالسلام ولا يقتل إلا بأرض طيبة زاكية ، فهم الأوصياء الطيبون».
__________________
(٨) في «ط» : ما ، ونسخة بدل : فما.
(٩) النّحل ١٦ : ٤٥ ـ ٤٦.
(١٠) العذراء : هي قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان. «معجم البلدان ٤ : ٩١».
(١١) في المصدر : أهلها.
(١٢) الرّحبة : تطلق على عدّة أماكن ، منها : قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة ، وقرية قريبة من صنعاء اليمن ، وناحية بين المدينة والشام قريبة من وادي القرى. «معجم البلدان ٣ : ٣٣».