٩٦٠ / ٢٣ ـ عن زيد بن أبي اسامة ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن رجل بعث يهدي مع قوم يساق فواعدهم يوم يقلدون فيه هديهم ويحرمون فيه؟ قال : «يحرم عليه ما يحرم على المحرم في اليوم الذي واعدهم حتى يبلغ الهدي محله».
قلت : أرأيت إن اختلفوا في ميعادهم ، أو أبطئوا في السير ، عليه جناح أن يحل في اليوم الذي واعدهم؟
قال : «لا».
٩٦١ / ٢٤ ـ عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين حج حجة الوداع ، خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة فصلى ، ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها ، وأهل بالحج وساق مائة بدنة ، وأحرم الناس كلهم بالحج لا يريدون عمرة ، ولا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكة طاف بالبيت ، وطاف الناس معه ، ثم صلى عند مقام إبراهيم عليهالسلام فاستلم الحجر ، ثم قال : ابدأ بما بدأ الله به. ثم أتى الصفا فبدأ بها ، ثم طاف بين الصفا والمروة ، فلما قضى طوافه ختم بالمروة ، قام يخطب أصحابه ، وأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهي شيء أمر الله به ، فأحل الناس.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ، لفعلت ما أمرتكم ؛ ولم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه ، لأن الله يقول : (وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).
فقال سراقة بن جعشم الكناني : يا رسول الله ، علمنا ديننا كما (١) خلقنا اليوم ، أرأيت لهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أول لكل عام؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ، بل للأبد» (٢).
٩٦٢ / ٢٥ ـ عن حريز ، عمن رواه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ).
قال : «مر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على كعب بن عجرة والقمل يتناثر من رأسه وهو محرم ، فقال له : أتؤذيك هو أمك؟ قال : نعم ، فأنزل الله هذه الآية : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) فأمره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يحلق رأسه ، وجعل الصيام ثلاثة أيام ، والصدقة على ستة مساكين ، مدان لكل مسكين ، والنسك شاة».
قال : وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «كل شيء في القرآن (أو) فصاحبه بالخيار ، يختار ما شاء ، وكل شيء في القرآن (فإن لم يجد) فعليه ذلك» (١).
__________________
٢٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨٩ / ٢٢٨.
٢٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨٩ / ٢٢٩ و ٢٣٠.
(١) في المصدر : علّمتنا ديننا كأنما.
(٢) في «ط» : للأبد الأبد.
٢٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٩٠ / ٢٣١ و ٢٣٢.
(١) في الحديث (١٢) المروي عن الكافي : فمن لم يجد كذا فعليه كذا ، فالأولى الخيار.