ويأخذ أموالهم ، فإن بكوا إلي فلم أرحم بكاءهم ، وإن دعوا لم أستجب دعاءهم (١) ثم لأخربنها مائة عام ، ثم لا عمرنها.
فلما حدثهم جزعت العلماء ، فقالوا : يا رسول الله ، ما ذنبنا نحن ، ولم نكن نعمل بعملهم ، فعاود لنا ربك.
فصام سبعا ، فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ثم صام سبعا فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ، ثم صام سبعا. فلما كان يوم الواحد والعشرين أوحى الله إليه : لترجعن عما تصنع ، أتراجعني في أمر قضيته ، أو لأردن وجهك على دبرك. ثم أوحى إليه : قل لهم : لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه. فسلط الله عليهم بخت نصر ، فصنع بها ما قد بلغك ، ثم بعث بخت نصر إلى النبي عليهالسلام ، فقال : إنك قد نبئت عن ربك ، وحدثتهم بما أصنع بهم ، فإن شئت فأقم عندي فيمن شئت ، وإن شئت فاخرج.
فقال : لا بل أخرج ، فتزود عصيرا وتينا وخرج. فلما أن كان (٢) مد البصر التفت إليها ، فقال : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ) ، أماته غدوة ، وبعثه عشية قبل أن تغيب الشمس ، وكان أول شيء خلق منه عينيه في مثل غرقئ البيض ، ثم قيل له : كم لبثت؟ قال : لبثت يوما. فلما نظر إلى الشمس لم تغب ، قال : (أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً)».
قال : «فجعل ينظر إلى عظامه ، كيف يصل بعضها إلى بعض ، ويرى العروق كيف تجري ، فلما استوى قائما ، قال : (أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)».
وفي رواية هارون : فتزود عصيرا ولبنا.
١٤٣٨ / ٣ ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا : ألم تر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له ـ قال : ما تبين لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنها في السماوات ـ قال الرسول : أعلم أن الله على كل شيء قدير. سلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للرب ، وآمن بقول الله : (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)».
١٤٣٩ / ٤ ـ أبو طاهر العلوي ، عن علي بن محمد العلوي ، عن علي بن مرزوق ، عن إبراهيم بن محمد ، قال : ذكر جماعة من أهل العلم أن ابن الكواء قال لعلي عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ، ما ولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟
قال : «نعم ، أولئك ولد عزيز ، حين مر على قرية خربة وقد جاء من ضيعة له ، تحته حمار ، ومعه شنة (١) فيها تين ، وكوز فيه عصير ، فمر على قرية خربة ، فقال : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ) فتوالد
__________________
(١) زاد في «ط» : فشّلتهم وفشّلت.
(٢) في المصدر : أن غاب.
٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤١ / ٤٦٧.
٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤١ / ٤٦٨.
(١) الشّنّ : القربة الخلق ، وهي الشّنّة أيضا. «الصحاح ـ شنن ـ ٥ : ٢١٤٦».