هذه الامة علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ولكل امة سابق ، وأسلم المنافقون كرها ، وكان علي بن أبي طالب عليهالسلام أول الامة إسلاما ، وأولهم من رسول الله للمشركين قتالا ، وقاتل من بعده المنافقين ومن أسلم كرها.
١٧٨٢ / ٨ ـ عنه : بإسناده قال أبو محمد الفحام : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري ، قال : حدثني عم أبي : أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور ، قال : حدثني الإمام علي بن محمد العسكري ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر عليهمالسلام قال : «كنت عند سيدنا الصادق عليهالسلام إذ دخل عليه أشجع السلمي (١) يمدحه فوجده عليلا ، فجلس وأمسك ، فقال له سيدنا الصادق عليهالسلام : عد عن العلة ، واذكر ما جئت له. فقال له :
ألبسك الله منه عافية |
|
في نومك المعتري وفي أرقك |
يخرج من جسمك السقام كما |
|
أخرج ذل السؤال من عنقك |
فقال : يا غلام ، أي شيء معك؟ قال : أربعمائة درهم. قال : أعطها للأشجع. قال : فأخذها وشكر ، وولى. فقال : ردوه. فقال : يا سيدي ، سألت فأعطيت فأغنيت ، فلم رددتني؟ قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : خير العطاء ما أبقى نعمة باقية ، وإن الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية ، وهذا خاتمي فإن أعطيت به عشرة آلاف درهم ، وإلا فعد إلي وقت كذا وكذا اوفك إياها.
قال : يا سيدي ، قد أغنيتني وأنا كثير الأسفار ، وأحصل في المواضع المفزعة فتعلمني ما آمن به على نفسي؟
قال : إذا خفت أمرا فاترك يمينك على ام رأسك ، واقرأ برفيع صوتك (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ).
قال أشجع : فحصلت في واد (٢) تعبث فيه الجن ، فسمعت قائلا يقول : خذوه. فقرأتها ، فقال قائل : كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيبة؟».
١٧٨٣ / ٩ ـ وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ) قال : أغير هذا الدين (٣) قلت لكم أن تقروا بمحمد ووصيه (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) أي فرقا من السيف. ثم أمر نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالإقرار بالأنبياء والرسل والكتب ، فقال : (قُلْ) يا محمد (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَ) ما أوتي (النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ
__________________
٨ ـ الأمالي ١ : ٢٨٧.
(١) هو أشجع بن عمرو السلمي ، كان شاعرا مفلقا ، مكثرا سائر الشعر ، معدودا في فحول الشعراء ، عده ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المتكلفين. انظر ترجمته في تاريخ بغداد ٧ : ٤٥ ، معالم العلماء : ١٥٣ ، أعيان الشيعة ٣ : ٤٤٧ ـ ٤٥٩.
(٢) في المصدر : دار.
٩ ـ تفسير القمي ١ : ١٠٧.
(١) في المصدر : الذي.