انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ـ إلى قوله تعالى ـ وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ [١٤٤]
١٩٣٢ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما خرج يوم احد وعهد العاهد به على تلك الحال ، فجعل الرجل يقول لمن لقيه : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد ، قتل النجاء النجاء (١). فلما رجعوا إلى المدينة أنزل الله : (وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) إلى قوله تعالى : (انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) يقول : إلى الكفر.
١٩٣٣ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : بإسناده عن حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «كان الناس أهل ردة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا ثلاثة».
فقلت : ومن الثلاثة؟ فقال : «المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي (رحمة الله وبركاته عليهم) ، ثم عرف أناس بعد يسير». وقال : «هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى ، وأبوا أن يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين عليهالسلام مكرها فبايع ، وذلك قول الله عز وجل : (وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)».
١٩٣٤ / ٣ ـ عنه : بإسناده عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله عز ذكره ، وما كان الله تعالى ليفتن امة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من بعده.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «أو ما يقرءون كتاب الله؟ أو ليس الله يقول : (وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)؟.
قال : فقلت له : إنهم يفسرون على وجه آخر.
فقال : «أو ليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات ، حيث قال : (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (١)».
__________________
سورة آل عمران آية ـ ١٤٤ ـ
١ ـ تفسير القمّي ١ : ١١٩.
(١) أي انجوا بأنفسكم.
٢ ـ الكافي ٨ : ٢٤٥ / ٣٤١.
٣ ـ الكافي ٨ : ٢٧٠ / ٣٩٨.
(١) البقرة ٢ : ٢٥٣.