وأما ما لفظه جمع ومعناه واحد ، وهو ما جاء (٦٠) في الناس ، فقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) (٦١) نزلت في أبي لبابة بن عبدالله بن المنذر خاصة ، (٦٢) وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (٦٣) نزلت في حاطب بن أبي بلتعة (٦٤) ، وقوله : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) (٦٥) ، نزلت في نعيم بن مسعود الأشجعي ، (٦٦) وقوله : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) (٦٧) نزلت في عبدالله بن نفيل خاصة ، (٦٨) ومثله كثير نذكره في مواضعه.
وأما ما لفظه واحد ومعناه جمع ، فقوله : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (٦٩) فاسم الملك واحد ومعناه جمع ، وقوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ) (٧٠) فلفظ الشجر واحد ومعناه جمع.
وأما ما لفظه ماض وهو مستقبل ، فقوله : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) (٧١) وقوله : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ). (٧٢) إلى آخر الآية ، فهذا كله ما لم يكن بعد وفي لفظة الآية أنه قد كان ، ومثله كثير.
وأما الآيات التي هي في سورة وتمامها في سورة أخرى ، فقوله في سورة البقرة في قصة بني إسرائيل ، حين عبر بهم موسى البحر ، وأغرق الله فرعون وأصحابه ، وأنزل موسى ببني إسرائيل ، فأنزل الله عليهم المن والسلوى ، فقالوا لموسى : (لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها ـ فقال لهم موسى ـ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما
__________________
(٦٠) في «ط» نسخة بدل والمصدر : وهو جار.
(٦١) الأنفال ٨ : ٢٧.
(٦٢) أسباب النزول للسيوطي ١ : ١٧٣.
(٦٣) الممتحنة ٦٠ : ١.
(٦٤) أسباب النزول للسيوطي ٢ : ١٦٢.
(٦٥) آل عمران ٣ : ١٧٣.
(٦٦) تفسير القمي ١ : ١٢٥ ، مجمع البيان ٢ : ٨٨٨.
(٦٧) التوبة ٩ : ٦١.
(٦٨) تفسير القمي ١ : ٣٠٠.
(٦٩) الفجر ٨٩ : ٢٢.
(٧٠) الحج ٢٢ : ١٨.
(٧١) النمل ٢٧ : ٨٧.
(٧٢) الزمر ٣٩ : ٦٨ ـ ٧٠.