أرض لا ربّ لها من الأنفال ، وهي للإمام ، كما في خبر أبي بصير ، الآتي ، بل في جملة من الأخبار عدّ من الأنفال : كلّ قرية جلا أهلها أو هلكوا ؛ من غير تقييدها بالخراب ، كخبر حريز المروي عن تفسير العياشي عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ، قال : سألته ، أو سئل عن الأنفال ، فقال : «كلّ قرية يهلك أهلها أو يجلون عنها فهي نفل ، نصفها يقسّم بين الناس ، ونصفها للرسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ» (١).
وعن أبي إبراهيم ـ عليهالسلام ـ ، قال : سألته عن الأنفال ، فقال : «ما كان من أرض باد أهلها فذلك الأنفال فهو لنا» (٢).
وعن أبي بصير عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ ، قال : «لنا الأنفال» قلت :وما الأنفال؟ قال : «منها المعادن والآجام ، وكل أرض لا رب لها ، وكلّ أرض باد أهلها فهو لنا» (٣).
ولا داعي لتقييدها بالأخبار التي قيّدتها بالخراب ؛ إذ لا تنافي بينهما ، خصوصا مع كون القيد جاريا مجرى الغالب ، بل ربما يستشعر من بعض الأخبار : أنّ توصيف الأرض التي باد أهلها بالخراب ؛ لكونه لازما عاديا لها ، لا لمدخليته في صيرورتها من الأنفال ، كخبر عبد الله بن سنان ، المروي عن تفسير العياشي عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ، قال : سألته عن الأنفال ، قال : «هي القرى التي قد جلا أهلها وهلكوا فخربت فهي لله وللرسول» (٤).
وكيف كان فالذي يقوى في النظر أنّ كلّ أرض ليس لها مالك
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٤٧ / ٤ ، الوسائل : الباب ١ من أبواب الأنفال ، الحديث ٢٥.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٤٧ / ٩ ، الوسائل : الباب ١ من أبواب الأنفال ، الحديث ٢٦.
(٣) تفسير العياشي ٢ : ٤٨ / ١١ ، الوسائل : الباب ١ من أبواب الأنفال ، الحديث ٢٨.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ٤٧ / ٦ ، الوسائل : الباب ١ من أبواب الأنفال ، الحديث ٢٤.