منهم النصاب ، وظاهر الصحيحة : عدم اعتبار ذلك (١). انتهى.
أقول : دعوى ظهور الصحيحة في عدم اعتبار ذلك متّجهة لو لم نعتبر خصوصية الفاعل ، وقلنا : بأنّ الاعتبار ببلوغ ما اخرج من المعدن من حيث هو عشرين دينارا من أيّ شخص حصل ، وبأيّ كيفية تحقّق ، فلا يتفاوت الحال حينئذ بين أن يكون المتعدّدون شركاء أم غير شركاء ، بل ولا بين كون فعلهم في زمان واحد أو في أزمنة مختلفة ، فإنّه يصدق على كلّ تقدير على ما أخرج من المعدن أنّه بلغ حدّ النصاب ، وقد سمعت عن الجواهر أنّ إرادة هذا المعنى من الصحيحة بعيدة جدّا ، بل ممتنعة ، أي مقطوع العدم.
وكون العمل المجموع في صورة الشركة يعدّ عملا واحدا في العرف ، بخلاف صورة استقلال كلّ منهم بعمله لا يصلح فارقا بين المقامين ، فإنّ وحدة العمل لو سلّمنا انسباقها الى الذهن من النصّ فمنشأه انصراف الذهن إلى قيامه بفاعل واحد ، وإلّا فلا انصراف جزما عند إرادة الأعمّ ، كما لو وقع السؤال عمّا أخرجه آل فلان من المعدن ، فأجيب :بأنّه إذا كان ما أخرجوه بالغا حدّ النصاب ، فالأظهر اعتبار بلوغ نصيب كلّ منهم النصاب ، فإنّ المتبادر من الصحيحة ـ سؤالا وجوابا ـ بواسطة المناسبات المغروسة في الذهن ليس إلّا إرادة حكم ما يستفيده الشخص من المعدن مباشرة أو تسبيبا ، فهي بمنزلة ما لو قال : سألته عمّا يستفيده الشخص من المعدن ، ولو لا انسباق هذا المعنى الى الذهن من النصّ لا يكاد يسلم شيء من الفروع المذكورة في المقام من النقوض الواردة عليه طردا أو عكسا ممّا لا يلتزم به أحد ، كما لا يخفى على المتأمّل ،
__________________
(١) كتاب الخمس للشيخ الأنصاري : ٥٢٤.