والكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمّة ـ عليهمالسلام ـ (١).
وعن الفقه الرضوي أنّه قال : خمسة أشياء تفطرك : الأكل والشرب والجماع والارتماس في الماء والكذب على الله وعلى رسوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وعلى الأئمّة ـ عليهمالسلام ـ (٢).
أقول : قد يغلب على الظنّ كون موثّقتي سماعة في الأصل رواية واحدة ، وكذا روايات أبي بصير ، وقد وقع فيها الحكم بناقضيّته للوضوء أيضا ، مع أنّه لم يقصد به النقض حقيقة ؛ لمخالفته للإجماع وغيره من النصوص الحاصرة للنواقض في ما عداه ، وهذا وإن لم يكن مسقطا لظاهر النص في ما لا معارض له عن الحجيّة ، ولكن يوهن ظهوره في إرادة الإفطار الحقيقي ، فيشكل الاعتماد عليه في رفع اليد عن ظاهر الحصر المستفاد من الصحيحة المتقدّمة (٣) ، خصوصا بعد الالتفات إلى ما ورد في أخبار متضافرة من أمر الصائم بحفظ لسانه عن الكذب مطلقا والفحش والغيبة ومطلق الباطل ، والحكم بإبطاله للصوم في كثير منها ، مع أنّه لم يرد بها إلّا الصوم الكامل الذي لا ينافي بطلانه بقاء حقيقته المسقطة في مقام التكليف.
كالخبر المروي عن عقاب الأعمال عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله : ومن اغتاب أخاه المسلم بطل صومه ونقض وظهوره ، فإن مات وهو كذلك مات وهو مستحلّ لما حرّم الله (٤).
وقول الباقر عليهالسلام ، في خبر محمّد بن مسلم المروي عن
__________________
(١) الخصال : ٢٨٦ / ٣٩ ، الوسائل : الباب ٢ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ، الحديث ٦.
(٢) الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ٢٠٧.
(٣) تقدّمت في صفحة ٣٧٦.
(٤) عقاب الأعمال : ٢٨٤ ، الوسائل : الباب ٢ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ، الحديث ٥.