حتى من اللّحاظ ... فهي القابلة للاتّصاف والانقسام ، لأنَّ حقيقة التقسيم عبارة عن ضمّ ما به الامتياز إلى ما به الاشتراك ، فما به الاشتراك هو الماهيّة المجرّدة ، وما به الامتياز هو الاعتبارات الثلاثة ، فكان (المقسم) هو (الماهيّة المجرّدة المهملة) ، وهي المركب لهذه الخصوصيّات ، ولذا نقول : الماهيّة بشرط شيء ، والماهيّة بشرط لا ، والماهية لا بشرط ... فكانت الحيثيّات واردة على الذات ، وبورود كلّ واحدةٍ يحصل للذات قسمٌ ، ومتى ما جرّدناها من الأوصاف كانت لا بشرط ... فالذي يصير لا بشرط عن العلم والجهل و... هو (الإنسان) وعن الإيمان والكفر ... هو (الرقبة) وهكذا ....
فهذا هو البرهان لقول المشهور ، وعليه الوجدان ، فإنّ البشرط هو الرقبة المؤمنة ، والبشرطلا هو الرقبة وعدم الإيمان ، واللابشرط هو الرقبة المجرّدة عن الإيمان وعدم الإيمان ....
فحاصل كلام المشهور هو : إن الماهيّة بنفسها هي التي تتّصف بالاعتبارات الثلاثة ، لا أن اللاّبشرط المقسمي الذي تلحظ فيه الماهيّة مضافةً إلى الخارج هو المعروض للحيثيّات ... فظهر عدم الخلاف بين المشهور والمحقق الأصفهاني ، وأن كلام الجميع يرجع إلى شيء واحدٍ هو : أنّ المقسم عبارة عن الذات غير الملحوظ معها شيء آخر ، وأنها عند ما تلحظ مضافةً إلى شيء آخر تكون قسماً.
وعلى الجملة ، فإنّ اللاّبشرط المقسمي هو الماهيّة المقسم بين الاعتبارات الثلاثة ، واللابشرط القسمي فهو اللاّبشرطية بالنسبة إلى الخارج عن الذات ، فالإنسان الملحظ بالنسبة إلى الخارج عن الذات كالعلم مثلاً ، عند ما يؤخذ مجرّداً عن العلم والجهل ، يكون الماهية اللاّبشرط القسمي ، وإنْ لحظ لا بشرط عن كلّ الاعتبارات الثلاثة ، فهو اللاّبشرط المقسمي ... فكان اللاّبشرط القسمي من أقسام اللاّبشرط المقسمي.