وأمّا ما ذكره في (الكفاية) : من أنه الفرد المعيَّن في الواقع المجهول عند المخاطب ، ففيه : إنّ المعنى المستعمل فيه كلمة «الرجل» هو الجنس ، وقيد الوحدة فيه أتى من ناحية التنوين ، فكان فرقٌ بين «النكرة» و «اسم الجنس» ، لأنّ الجنس لا تقيّد فيه بالوحدة ولذا يصدق على القليل والكثير ، بخلاف النكرة ، فمدلولها الجنس بقيد الوحدة ، وعليه ، فلا فرق في كلمة «رجل» بين الآية والمثال ، إذ المعنى في كليهما هو الطبيعة المقيَّدة بقيد الوحدة ، غير أنّ الأول معيّن خارجاً ، وكونه مجهولاً عند المخاطب قد استفيد من قرينةٍ خارجية. فليس معنى الكلمة والمستعمل فيه في الآية هو المعيَّن في الخارج المجهول عند المخاطب.
والحاصل : إن المستعمل فيه الكلمة في كلا المثالين هو نفس الطبيعة والجنس ، غير أن قيد الوحدة استفيد من التنوين ، وأمّا كونه في الأول معيناً خارجاً ومجهولاً عند المخاطب فتدلّ عليه القرينة الخارجية ... وإذا كان الموضوع له والمستعمل فيه هو الطبيعة المقيّدة بالوحدة فهو في حد ذاته قابل للانطباق على أيّ فرد.