مِنهم من يُسكَّن الهاءَ المضمرةَ إذا وصلها (١) فيقولُ : مررتُ بِهْ أمسِ ، وذكر أبو الحسن أنَّها لغة لأَزد السَّراة (٢) وأنشد هو وغيره :
فظلّت لدى البيتِ العتيقِ أخيله |
|
ومِطْواي مشتاقانِ لَهْ أرِقان (٣) |
وروينا من قُطرُب قول الآخر :
وأشربُ الماءَ ما بي نحوَهُ عَطَشٌ |
|
إلاّ لأَنَّ عيونَهْ سَيْلُ وادِيها (٤) |
وبعد ذكر قراءة ابن عباس فيما رواه سليمانُ بنُ أرقم ، عن أبي يزيد المدني ، عن ابنِ عباس (فَأَمِتعْهُ قليلاً ثُمَّ اضْطَرَّهُ) (٥) على الدعاء من إبراهيم صلّى الله عليه وآله.
قال أبو الفتح ويجوز في العربية : (ثم اضطَرِّهِي) بكسر الراءِ لالتقاءِ الساكنين ثم تُبيّنُ الهاءُ بياء بعدها.
ويجوز أيضا : (ثُمَّ اضطَرِّهِ) تَكِسرُ الهاء ولا تُتِمُّ الياءَ. ويجوزُ (اضْطَرِّهْ) بكسرِ الراءِ وفتحها والهاء الساكِنة. ويجوز (ثُمَّ اضْطَرُّ هُو) (٦) بضمّ الراء كما
__________________
(١) إسكان هذه الهاء لغة قليلة. قال ابنُ الحاجبِ : وبنو عُقيل وكِلاب يجوّزون تسكين الهاء.
وقال الأسترآباذي : وجاز إسكانُ الهاء إجراءً للوصلِ مَجرَى الوقفِ. اُنظر : شرح الكافية : ٢ / ١١.
(٢) انظر : الخصائص : ١ / ١٢٨.
(٣) البيت ليعلى الأحول وما في الخزانة : ٥ / ٢٦٩ (فبتُّ) مكان (فظلتُ) و (أريفه) مكان (أخيله) وانظر : الخصائص : ١ / ١٢٨ والمنصف : ٣ / ٨٤ والمحتسب : ١ / ٢٤٤.
(٤) انظر : الخصائص : ١ / ١٢٨ وهمع الهوامع : ١ / ٥٩ والمحتسب : ١ / ٢٤٤.
(٥) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٢٦ : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ).
(٦) قال سيبويه : «فإن كان الحرف الذي قبل الهاء متحرّكاً فالإثبات ليس إلاّ كـ : تثبيت الألف في التأنيث .... إلاّ أنْ يضطرَّ شاعرٌ فيحذفُ». الكتاب : ٢ / ٢٩١.