وأكثرها من الشّعر وقليل من الحديث النبوي الشريف وهو ينسِبُ بعضَ الشِّعر إِلى أصحابه ولا يَنسِبُ بعضَه الآخر.
لقد اغترفَ ابن جِنّي في الُمحتَسَب من جملة صالحة من المصادر وذكر في مقدّمته أنّه انتفعَ من كتاب محمّد بن المُستنير قطرب (ت / ٢٠٦ هـ) ويريد به معاني القرآن كما ذكر أنّه أخذ من معاني القرآن للفرّاء (ت / ٢٠٧ هـ) ومن كتاب أبي حاتِم سهل بن محمد بن عثمان السجستانيّ (ت / ٢٥٥ هـ) كما انتفعَ بكتاب معاني القرآن وإعرابه للزّجَّاج (ت / ٣١١ هـ) وبكتاب أَحمد بن موسى بن مُجاهد الذي يذكر فيه القراءات الشاذَّة.
كما رجع إلى عدد من علماء اللغَة فأخذ عنهم كالخليل (ت / ١٧٥ هـ) وسيبويه (ت / ١٨٠ هـ) ويُونُس بن حبيب البصريّ (ت / ١٨٣ هـ) وأَبي جعفر الرُّؤاسي (ت / ١٨٧ هـ) والكِسائي (ت / ١٨٩ هـ) والأَصمعيّ (ت / ٢١٦ هـ) وأبي عُثمانَ أبي بكر بن محمّد المازنيّ (ت / ٢٤٧ هـ) ومحمّد بن يزيد المبرِّد (ت / ٢٨٥ هـ) وأبي العبَّاس ثعلب (ت / ٢٩١ هـ) وأبي بكر بن السراج (ت / ٣١٦ هـ) ومحمّد بن الحسن بن دُرَيد (ت / ٣٢١ هـ) وغيرهم وفي مقدّمتِهم شيخُه أَبو علي الفارسيّ (ت / ٣٧٧ هـ) الذي نَقَلَ عنه الكثيرَ.
والذي وثَّق العلاقة بيني وبين فخر علماء اللغة العربيَّةِ في القرن الرابع الهجري أبي الفتح عثمان بن جنِّي عِلمُهُ الغزيرُ الذي اطَّلعتُ عليهِ في آثارِهِ وعلى وجهِ الخصوص ما اشتمل عليه كتابه الخصائص وكتاب سرّ صناعة الإعراب ، ووجدتُهُ في المحتسب قد حشدَ طاقةً علميَّةً كبيرةً لغويَّةً ونحويَّةً وصرفيَّةً ، وأثرى الحديث في القراءات القرآنيِّة ، فَخَصَصْتُهُ بهذه الدراسة ، وأسميتُ الكتاب (أثر المحتسب في الدراسات النحويَّة).