أَي : فهو ظالمُ ، كان حذفُ الفاءِ هنا ، وإنَّمَا الكلامُ بِمَعْنَى الشرطِ لاَ بصريحِ لَفظِهِ أَجدرُ وأحرَى بالجوازِ.
وقالَ : (إلَيْهِمْ) لَمَّا دخله معنى الإحسان إليهم (١).
وقرأ : نُعيمُ بنُ ميسرةَ والحَسنُ بخلاف (٢) :
(وَيَذَرُك) (٣).
قالَ أَبو الفتح : أَمَّا (وَيذرُك) بالرفعِ فَعَلى الاستئنافِ ، أَي : فهو يذرُك (٤).
وقرأَ : عيسى الثقفي (٥) : (وَلَكِنْ تَصْدِيق الذِي بينَ يَدَيهِ وَتَفْصِيلُ كُلِّ شيء وَهُدَىً ورحمةٌ) (٦) برفع الثلاثة الأحرف (٧).
__________________
(١) المحتسب : ١ / ١٢٢.
(٢) قال في البحر المحيط : ٤ / ٣٦٧. وقرأ نعيم بن ميسرة والحسن بخلاف عنه ويَذَرُك بالرفع عطفاً على أتذرُ بمعنى أتذرُهُ ويذرُك أَي أتطلقُ لهُ ذلك أو على الاستئناف أو على الحال على تقدير وهو يذرُك.
(٣) من قوله تعالى من سورة الأعراف : ٧ / ١٢٧ : (أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ).
(٤) المحتسب : ١ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦.
(٥) وبهذه القراءة قرأ حمران بن أَعين وعيسى الكوفي (البحر المحيط : ٥ / ٣٥٦).
(٦) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ١١١ : (وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْء وَهُدىً وَرَحْمَةً لِّقَوْم يُؤْمِنُونَ).
(٧) شرطُ الإضافة عند البصريين تجريدُ المضافِ من التعريفِ ، وعندهم أنَّ ما أجازه الكوفيون من الثلاثة الأثواب وشبهه من العدد ضعيف. وقد يدخل حرف التعريف على المضاف والمضاف إليه معاً شذوذاً ، وعندَ الكوفيينَ هو القياسُ. وقال أبو حيان لا تعريف للتمييز خلافاً لبعض الكوفيين وأبي الحسين بن الطراوة وأوّلَ أصحابُنا ما حكاه أبو زيد الأنصاري من قول العرب : ما فعلتِ العشرون الدراهم وما جاء نحو هذا ممّا يدلُّ على التعريف. انظر : شرح الكافية : ١ / ٢٧٣ و ٢ / ١٥٦ والبحر المحيط : ١ / ١٩٩.