وعلى قراءة جعفر بن محمّد (عليهما السلام) : (وَيَزِيدونَ) إنَّمَا حذف اسم مفرد وهو هم (١) وقرأ سلمة فيما حكاه ورويته عنه أَبو حاتِم : (جميعاً مَنُّهُ) (٢).
قال أبو الفتح : أمَّا (مَنُّهُ) بالرفعِ فَحَمَلَهُ أَبو حاتِم على أَنَّهُ خبرُ مبتدأ محذوف أَي : ذَلِك ، أَوْ هُوَ (مَنُّهُ) (٣) ، كذلك قال.
ويجوز أيضاً عِنْدِي أَنْ يكونَ مرفوعاً بِفعلِه هذا الظاهر ، أَي سَخَّرَ لكُم ذَلِك (مَنَّهُ) كَقَولِك : أَحيَاني إقبالُك عليَّ وسدَّدَ أَمرِي حُسْنُ رأيِك فيَّ ، فَتُعمل فيه هذا اللفظ الظاهر ، ولا نحتاج إِلى إبعاد التناول ، واعتقاد ما ليس بظاهر (٤).
وقرأ الحسنُ وابنُ مُحَيْصِن : (الحقُّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٥).
قالَ أَبو الفتحِ : الوقف في هذه القراءة على قولهِ تعالى : (لاَ يَعْلَمُونَ) (٦) ثمّ يستأنِف : (الحقُّ) أَي : هذا الحقُّ أَوْ هُوَ الحقُّ فَيُحذَفُ المبتدأ ثمّ يُوقَف على (الحق) ثمّ يُسْتَأنف فَيُقال : فَهُمْ مُعْرِضُونَ ، أَي : فهم معرضون (٧) أَي أَكثَرُهُم لاَ يَعلَمُونَ (٨).
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة الجاثية : ٤٥ / ١٣ : (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لَّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ).
(٣) نقل ذلك صاحبُ البحر المحيط أيضاً : ٨ / ٤٥.
(٤) المحتسب : ٢ / ٢٦٢.
(٥ و ٦) من قوله تعالى من سورة الأنبياء : ٢١ / ٢٤ : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ).
(٧) هذا تكرار.
(٨) المحتسب : ٢ / ٦١.