أبا عَلَيِّ (رحمه الله) يذهبُ إلى استحسانِ مذهبِ الكسائي (١) في قوله :
إذا رَضِيَتْ عليَّ بَنو قُشَير |
|
لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضَاهَا (٢) |
لأَ نّهُ قالَ : عُدِيَ رَضِيَتْ بعلي ، كما يُعدَّى نقيضُها وهي سَخِطَتْ بِهِ ، وكانَ قياسُهُ رَضَيتُ عَنّي ، وإذا أَجاز أنْ يجري الشيءُ مجرى نقيضِهِ ، فإجراؤه مجرى نظيره أَسوغُ فهذا مذهبُ الكسائي (٣) وما أَحْسَنَه! وفيهِ غيرهُ على سَمْتِ مَا كُنَّا بصددِهِ وذلك إذا رضي عنه فقد أَقبلَ عليهِ ، فكأَ نَّهُ قَالَ : إذا أَقبلَتْ عليَّ بنو قُشَير.
وهو غور من أَنحاء العربية طَرِيفٌ ولَطيفٌ ومصونٌ وبَطينٌ (٤).
وقرأَ علي بن أَبي طالب وأَبو جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام)
__________________
التشبيه بالمفعول بهِ ، على ما زَعَمَ بعضُهم ، وإمَّا على إسقاط حرف الجرِّ أي : في أنفسِهم ، أو عن أنفسهم ، أو ضمن الفعل معنى ينتقصون ويستلبون فينتصبُ على أنَّهُ مفعولٌ بِهِ ، كما ضُمِّنَ الرَّفَثُ معنى الإفضاء فَعُدِيَ بإلى في قوله : (إِلَى نِسَائِكُمْ) ولا يقال : رفث إلى كذا ، وكما ضُمِّنَ هَلْ لَك إِلَى أَنْ تَزَكَّى مَعنَى أجذبُك ولا يُقالُ إلا هل لك في كذا. انظر : البحر المحيط : ١ / ٥٨.
(١) انظر : الخصائص : ٢ / ٣١١.
(٢) البيت للقُحَيفِ العُقَيلِي يمدحَ حَكيم بنَ المُسَيَّب القُشَيري.
انظر : معاني القرآن للأخفش : ٥٩ / أوالمقتضب : ٢ / ٣٢٠ والخصائص : ٢ / ٣١١ والأُزهية : ٢ / ٢٨٧ والمخصص : ١٤ / ٦٥ و ١٧ / ١٦٤ ورصف المباني : ٣٧٢ وشرح الكافية : ٢ / ٣٢٤ والمغني : ١ / ١٤٣ وشرح ابن عقيل : ٢ / ٢٥ وشرح المفصل : ١ / ١٢٠ وهمع الهوامع : ٢ / ٢٨ والخزانة ـ بولاق ـ : ٤ / ٢٤٧ وشرح التصريح : ٢ / ١٤.
(٣) اُنظر : الخصائص : ٢ / ٣٠٠ والإنصاف : ٢ / ٣٣٠ والمغني : ١ / ١٤٣ وشرح التصريح : ٢ / ١٥.
(٤) المحتسب : ١ / ٥١ ـ ٥٣.