ومجاهد : (تهوَى إليهم) (١) بفتح الواو.
قال أَبو الفتح : قراءة علي (عليه السلام) : (تَهوَى إِلَيْهِم) بفتح الواو من هويتُ الشيء إذا أحببتُه إلاَّ أنَّهُ قالَ (إلَيْهِم) وأنت لا تقول هويت إلى فلان ، لكنّك تَقول : هَويْتُ فلاناً ، لأَ نَّهُ (عليه السلام) حمله على المعنى ، ألاَ تَرى أنَّ معنى هويت الشيءَ : ملت إليه؟ فقال : (تَهوِي إليْهِمْ) لأ نَّهُ لاَحظَ معنى تميل إِليهم ، وهذا بابٌ في العربية ذو غور.
ومنه قول الله تعالى : (أُحِلَ لَكُم ليلةَ الصيامِ الرَّفَثُ إلى نِسَائِكُم) (٢) عَدَّاهُ بإِلى وأَنْتَ لا تقول : رَفَثْتُ إِلى المرأةِ ، إِنَّمَا تقولُ : رَفَثْتُ بِهَا أوْ مَعَها ، لَكِنَّهُ لَمَّا كانَ معنى الرَّفَثِ مَعنَى الإفضاءِ عدَّاهُ بإِلى ملاحظة لمعنى ما هو مثله ، فكأ نَّهُ قالَ : الإِفْضَاءُ إِلى نِسَائِكم (٣) ، وَمِنْهُ قولُ اللهِ تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) (٤) لَمَّا كانتِ التوبةُ سَبَباً للعفوِّ لاحظَ معناهُ فقالَ : عن عبادِهِ ، حَتَّى كَأَ نَّهُ قالَ : وَهْوَ الّذِي يَقْبَلُ سَبَبَ العفوِّ عَن عبادهِ (٥).
وَقَرأَ الحُرُّ النَّحوي : (يُسْرِعونَ) (٦) في كُلِّ القرآن.
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة إِبراهيم : ١٤ / ٣٧ : (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَاد غَيْرِ ذِي زَرْع عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).
(٢) سورة البقرة : ٢ / ١٨٧.
(٣) تقدّم هذا التخريج في : ص : ١٩٠ وذكره أبو الفتح في الخصائص : ٢ / ٣٠٨ والمحتسب : ١ / ٥٢ وتجده في إملاء ما منَّ به الرحمن : ١ / ٨٣ والبحر المحيط : ٢ / ٤٨ مأخوذاً عن أبي الفتح.
(٤) سورة التوبة : ٩ / ١٠٤.
(٥) المحتسب : ١ / ٣٦٤.
(٦) من قوله تعالى من سورة آل عمران : ٣ / ١٧٦ : (وَلاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ