فأَمْتِعْهُ يا خالقُ ، أْو فأَمْتِعْهُ يا قادِرُ أو يا مالِك أو يا إلهُ ، يُخاطِبُ بذلك نَفسَهُ عَزَّوجلَّ فجرى هذا على ما تعتادُهُ العَرَبُ من أمر الإِنسانِ لنفسهِ ، كقراءَةِ مَنْ يقَرأَ : (قَالَ اعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ) (١) أَي : اعلَمْ يا إنسانُ. وكقولِ الأعشى :
...... |
|
وَهَلْ تُطِيقُ وَدَاعاً أيُّها الرَّجُلُ (٢) |
وأَنشدنا أَبو علي :
أَفاءَتْ بَنُو مروانَ ظلماً دِمَاءَنَا |
|
وَفي اللهِ إنْ لَمْ يَعْدِلُوا حَكَمٌ عَدْلُ (٣) |
فجرى اللفظ على أنَّهُ جُرِّدَ (٤) منه شيءٌ يُسَمَّى حَكَماً عدلاً ، وهو مع التحصيل على حذفِ المضافِ ، أَي : وفي عدلِ الله حَكَمٌ عدلٌ (٥).
وَقَرأَ ابن مسعود والجَحْدَرِي وأَبو عِمران الجوفي وأبو نَهيك وأَبُو بَكْرَة وَعَمرو بن فائد : (وأَنْ يَحْشُرَ النَّاسَ ضُحىً) (٦).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٥٩ : (قالَ أعْلَمُ أَنَّ اللهَ على كُلِّ شيء قَدَير) ، ونسب في البحر المحيط : ٢ / ٢٩٦ القراءة المذكورة إلى أَبي رجاء وحمزة والكسائي.
(٢) صدره :
وَدِّعْ هُرَيرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ |
|
...... |
أُنظر : الديوان : ٤١ والخصائص : ١ / ٤٣ و ٢ / ٤٧٤.
(٣) تقدّم الشاهد في : ص : ٩٧.
(٤) خصّص ابن جني باباً سمَّاهُ (باب في التجريد) في الخصائص : ٢ / ٤٧٣.
(٥) المحتسب : ١ / ١٠٤ ـ ١٠٦.
(٦) من قوله تعالى من سورة طه : ٢٠ / ٥٩ : (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً).
وقُرِئَ عنهم أيضاً (وأنْ تحشر) بالتاء. مختصر في شواذ القرآن : ٨٨ والبحر المحيط : ٦ / ٢٥٤.