شَرّاً لَهُ (١) وعليه قول الآخر :
وَمُجَوَّفَات قَدْ عَلاَ أَلْوانُها |
|
أَسْآرَ جُرد مُتْرَصَات كالنَّوَى (٢) |
أَي : قَدْ عَلاَ التجويفُ ألوانَها ، وقول الآخر :
إذا نُهيَ السَّفِيهُ جَرَى إليهِ |
|
وَخَالَفَ والسَّفيهُ إلى خِلاَف (٣) |
وَكَما أَضْمَرَ المصدر مجروراً أَعْنِي الهاءَ في إليه ـ يعني إلى السفَهِ ـ كذلِك أيضاً أَضمَرهُ مرفوعاً بفعلِهِ (٤).
وقرأَ يَحيى وإبراهيم : (فَيَرى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (٥) بالياء.
قالَ أَبو الفتح : فاعلُ يَرى مضمرٌ دَلَّتْ عليهِ الحال أَي : فَيَرى رائِيهم ، وَمُتَأَمِلُّهُمْ (٦). و (الَّذِينَ) فِي مَوْضِعِ نصب (٧) كقراءة الجماعةَ وَقَدْ كَثُرَ إضمارُ
__________________
(١) الكتاب : ١ / ٣٩٥.
(٢) المُجَوَّف مِنَ الخيل والنعام الذي ارتفع بياض بَلَقِه حتَّى يبلغَ البَطنَ ، أي علا التجويف ألوانها.
الأَسآر : جمع سُؤْر وهو بقيَّةُ الشَّيءِ. المُتْرَصُ : المُحكَمُ.
(٣) البيت لأبي قيس الأسلت الأنصاري. ويروى (زُجِرَ) مكان (نهي) و (فخالف) مكان (وخالف). انظر : مجالس ثعلب : ١ / ٦٠ والخصائص : ٣ / ٤٩ والتَّمام : ٦٩ وإعراب القرآن المنسوب إلى الزَّجاج : ٣ / ٩٠٢ والهمع : ١ / ٦٥ والخزانة : ٥ / ٦.
(٤) أَي أضمر المصدر مرفوعاً في البيت الأسبق بقوله : (قد علا أَلوانُها) أَي قد علا التجويفَ ألوانُها ، ولمْ يتنبه صاحب الخزانة إلى هذا عندما قال : (لم أفهم معنى قوله : أضمرهُ مرفوعاً بفعله). انظر : المحتسب : ١ / ١٧٠ والخزانة : ٥ / ٢٨.
(٥) من قوله تعالى من سورة المائدة : ٥ / ٥٢ : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِـمْ).
(٦) أو يرى الله. البحر المحيط : ٣ / ٥٠٨.
(٧) واحتمل بعضهم أن يكون (الَّذِينَ) فاعل ترى في قراءة الجماعة ، والمعنى أَنْ