الفاعل لدلالَةِ الكلامِ عليهِ ، كَقَوْلِهم : إذا كانَ غداً فَأتِني ، أَي : إذا كانَ ما نَحْنُ عليهِ من البلاءِ في غد فَأَتِنِي (١) وهو كثير ، وَدَلَّ عليهِ أيضاً القراءةُ العامّةُ : أَي : فَتَرى أنتَ يَا محمدُ (٢) أَو يا حاضرَ الحالِ (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَسارِعونَ) يُسَارِعُونَ فِي ولاءِ المُشْرِكينَ ونصرهم (٣).
وَقَرَأَ الحسن ـ بخلاف ـ وقتادة وَأَبو المتوكّل : (فَرَّغَ) (٤) بفتح الفاء والراء وبالغين.
قال أبو الفتح : أَما (فَزَّعَ) (٥) وَ (فَرَّغ) فَفَاعِلاَهُما مُضْمَران : إنْ شِئْتَ كان اسم الله تعالى ، أَي : كشف الله عن قلوبِهم ، وإن شِئْتَ كانَ ما هناك من الحال ، أَي : فَرَّغَ أَو فَزَّعَ حاضرٌ الحال عن قلوبِهم ، وإضمارُ الفاعلِ لدلالةِ الحالِ عليهِ كثيرٌ واسعٌ منه ما حكاه سيبويه من قَوْلِهم : إذا كانَ غداً فَأتِني (٦).
وكذلك قولُ الشاعر :
فَإنْ كَانَ لاَ يُرضِيك حَتَّى تَرُدَّنِي |
|
إلى قَطَرِيّ لاَ إِخَالُك رَاضِيَا (٧) |
__________________
يسارعوا فحُذِفَتْ أنْ إيجازاً. قال أَبو حيَّان : وهذا ضعيفٌ لأنَّ حذفَ أَنْ من نحو هذا لا ينقاسُ. ينظر في : البحر المحيط : ٣ / ٥٠٨.
(١) انظر : ص : ٢٠٤.
(٢) انظر : البحر المحيط : ٣ / ٥٠٨.
(٣) المحتسب : ١ / ٢١٣.
(٤) من قوله تعالى من سورة سبأ : ٣٤ / ٢٣ : (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
(٥) لم يذكر أَبو الفتح هذه القراءة في المحتسب ، وهي قراءةَ ابن مسعود وابن عباس وطلحة وأبي المتوكّل الناجي وابن عامر. انظر : البحر المحيط : ٧ / ٢٧٨.
(٦) انظر : ص : ٢٠٤.
(٧) قال سوار بن المضرب حين هَرَبَ من الحَجَّاج. ويروى (فإن كنتَ لا يُرضيك). وتقول