أَي : إنْ كانَ لاَ يُرْضِيك مَا جَرى أوْ ما الحالُ عليه (١). وَقَرأ ابنُ عباس : (يَوْمَ تَكْشِفُ عَنْ) (٢) بالتاءِ ، والتاء منتصبة. قال أَبو الفتح : أَي : تَكْشِفُ الشِّدَّةُ والحالُ الحاضرةُ عَنْ ساق وهَذَا مَثَلٌ ، أَي : تأخُذُ في أَعْراضِها ثُمَّ شُبِّهَتْ بِمَنْ أرادَ أمراً وَتَأهَّبَ لَهُ كَيْفَ يَكْشِفُ عَنْ ساقِهِ؟ قال :
كَشَفَتْ لَكُمْ عَنْ سَاقِهَا |
|
وَبَدَا مِنَ الشِّرِ الصَّرَاحُ (٣) |
فَأَضْمَرَ الحال والشدّة لدلالةِ الموضعِ عليهِ.
وَنَظِيرُهُ مِنْ إِضْمَارِ الفاعلِ ودَلالةِ الحالِ عليهِ ، مسألةُ الكتابِ : إذَا كانَ غداً فَأتِني أَي : إذا كانَ ما نَحْنُ عليهِ من البلاءِ في غد فأتِني (٤) وَكَذلِك قَوْلُهُمْ مَنْ يكَذِبَ كَانَ شَرّاً لَهُ (٥) أَي كَانَ الكَذِبُ شرّاً فَأضْمَرَ المَصْدَرَ لِدلالةِ المِثالِ
__________________
إخال بالكسر وهو الأفصحُ وبنو أسد يقولون : أخال بالفتح وهو القياس والكسر أكثر استعمالاً.
انظر : الخصائص : ٢ / ٤٣٣ ولسان العرب : ١٣ / ٢٤٠ ، مختار الصحاح : ١٩٦ وشرح المفصل : ١ / ٨٠ والهمع : ١ / ١٨٢ وشرح الأشموني : ٢ / ١٩٢.
(١) المحتسب : ٢ / ١٩٢.
(٢) من قوله تعالى من سورة القلم : ٦٨ / ٤٢ : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاق وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِفَلاَيَسْتَطِيعُونَ).
(٣) البيت لسعد بن مالك. انظر : الخصائص : ٣ / ٢٥٢ والمحتسب : ٢ / ٣٢٦.
(٤) يلاحظ أن ابن جِنِّي عبّر عن كتاب سيبويه بـ : (أبيات الكتاب ، وبيت الكتاب ، وحكاية الكتاب ، وصاحب الكتاب ، ومسألة الكتاب) ، كالآتي :
١ ـ (أبيات الكتاب) ص : ٨٢ و ٥٠٩ و ٥٦٨.
٢ ـ (بيت الكتاب) ص : ٣٣٣ و ٣٤١ و ٤٢٨ و ٤٥٧ و ٤٧١ و ٥١١ و ٥٣٠ و ٥٣٩.
٣ ـ (حكاية الكتاب) ص : ٢٠٤.
٤ ـ (صاحب الكتاب) ص : ١١٠ و ١٣٥ و ١٣٨ و ١٦١ و ٢١٢ و ٢٧٥ و ٢٨٤ و ٣١٦ و ٣٤٥ و ٣٧٦ مرّتين و ٤٥٨ و ٤٩٩.
٥ ـ (مسألة الكتاب) ص : ٢٠٧ و ٢٩٥.
(٥) انظر : ص : ٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٦.