فَكَرَّتْ تَبتَغِيهِ فوافقته |
|
على دمهِ وَمَصْرَعه السّبَاعا (١) |
فنصَب السباعا لأَ نَّها داخلةٌ في الموافقة (٢).
ألا تَرَاهَا إِذَا وَافَقَتِ السباعَا على دمِهِ فقد دخلتِ السباعُ في الموافقةِ ، فيصيرُ كَأَ نَّهُ قَالَ : وافقتِ السباعَ؟ وهو عندنا بَعْدُ على حذفِ المضافِ ، أَي : آثَارَ السباع لأَ نَّهَا لو صَادَفَتِ السباعَ هُنَاك لأَكَلَتْهَا أَيضاً (٣). وَهُنَاك مضافٌ آخر محذوفٌ أَي : صَادَفَتِ السباعَ على أَشلائِه وبقاياهُ لأَ نَّها إذَا وافقتْ آثارَ السباعِ على دَمِهِ ومصرعِهِ فَإنَّمَا وافقتْ بَقَايَاهُ لا جَمِيعَهُ.
وسمعتُ سنةَ خمس وخمسينَ غلاماً حَدَثاً مِنْ عُقيل ومعَهُ سيفٌ في يدهِ فَقَالَ له بعضُ الحاضرين ـ وكنا مُصحِرينَ ـ : يا أَعرابي ، سيفك هذا يقطعُ البِطِّيخَ؟ فقالَ : أَي واللهِ وغواربَ الرِّجَالِ ، فنصبَ الغواربَ على ذَلِك أَي
__________________
(١) يروى البيت :
فَكرَّتْ عِنْدَ فيقتيها إليهِ |
|
فَألفتْ عِنْدَ مربضهِ السّباعا |
ويروى أِيضاً :
فَكَرَّتْ ذاتَ يوم تبتغيه |
|
فَأَلْفَتْ فوقَ مصرعهِ السّبِاعا |
ورواية أَبي الفتح موافقة لروايةِ سيبويه غير أَنَّ المبرِّدَ يُخطئُ هذِه الرواية. ديوان القطامي : ٤٥ والكتاب : ١ / ١٤٢ ونوادر أَبي زيد : ٢٠٤ والخصائص : ٢ / ٤٢٦ والمحتسب : ١ / ٢١٠.
(٢) هذا هو رأي سيبويه وَقَدْ خَطَّأَهُ المبرِّدُ والأَعلم الشِّنتمرْي لأنَّ الحملَ إنَّما يكونُ بعد تَمام الكلام كقولِك وافقتُ عمراً وَعِنْدَهُ زيدٌ وبِشْراً تَريدَ وَوَافَقْتُ بشْراً ، لأنَّ المَعْنَى قَدْ تَمَّ بقولِهِ (وعنده زيد) ولو قلْتَ : وافقتُ عمراً وعندَهُ زيداً لَمْ يجزْ عِندَ المُبَرِّدِ لأَنَّ المعنى لم يتمّ.
اُنظر : الكتاب : ١ / ١٣٤ والمقتضب : ٣ / ٢٨٥ والخصائص : ٢ / ٤٢٦.
(٣) هذا قول أبي علي الفارسي وقد نقله أبو الفتح عنه. انظر : الخصائص : ٢ / ٤٢٦.