فائد : (والأَرْضُ يَمرُّونَ عَلَيْهَا) (١) بالرفعِ ، وَقَرَأَ (وَالأَرْضَ) نصباً السُّدِّيُّ ، وقراءةُ الناسِ : (وَالأَرْضِ).
قالَ أَبو الفتح : الوقفُ فيمن رفع أَوْ نصبَ على السَّـمَـاواتِ ثُمَّ تَبْتَدِئُ فتقول : (وَالأَرَضُ ، وَالأَرضَ) ، فَأَمَّا الرفعُ فَعَلى الابتداءِ ، والجملة بَعْدَهَا خبرٌ عَنْهَا والعائدُ مِنْهَا عَلَى الأَرض (هَا) من (عَلَيْهَا) و (هَا) من (عَنْهَا) عائدٌ على الآية (٢).
وأَما من نصبَ فقالَ : (والأرضَ يمرونَ عَلَيْهَا) ، فَبِفِعْل مضمر ، أَي : يطئون الأَرضَ ، أَوْ يَدُسونَ الأَرضَ ونحو ذلك. وَعَلَيهِ قراءةُ ابنِ مسعود : (يَمْشُونَ عَلَيْهَا) فَلَمْا أضمر الفعلُ الناصبَ فَسَّرَهُ بقولهِ : يمرّونَ عَلَيْهَا ، والنصبُ هُنَا دليلُ جوازِ قولِنَا : زيدٌ عِنْدَك وعمراً مَرَرْتُ بِهِ ، فَهوَ كَقَولِك : زيداً مَرَرْتُ بهِ في الابتداءِ (٣).
وَقَرَأَ الحسَن : (وَتَقَلُّبَهُمْ) (٤) بفتحِ التاءِ والقافِ وَضَمّ اللاّمِ وفَتْحِ الباءِ.
قالَ أَبو الفتحِ : هَذَا منصوبٌ بفعل دَلَّ عليهِ مَا قَبْلَهُ مَنْ قولهِ تَعالى : (وَتَرَى الشَّمْسَ إذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عن كَهْفِهِمْ) (٥) وقوله : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ١٠٥ : (وَكَأَيِّن مِّن آيَة فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ).
(٢) قال أَبو حَيان : «الضميرُ فِي (عَلَيْهَا) و (عَنْهَا) في هاتين القراءتينِ ـ الرَّفع والنَّصب ـ يعودُ عَلى الأرضِ» وما ذَهَبَ إليهِ أَبو الفتحِ أَسَدُّ.
(٣) المحتسب : ١ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠.
(٤) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ١٨ : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ).
(٥) سورة الكهف : ١٨ / ١٧.