يَدْعُونَ عَنْتَرُ والرماحُ كَأَ نَّهَا (١) |
|
...... |
فيمن ضَمَّ الرَّاءَ مِنْ عنتُر ، أَي : يَقُولونَ : يَا عَنْتَرُ ، وَكَذَلِك مَنْ فَتَحَ الرَّاءَ وَهوَ يُريدُ : يَا عَنتَرَةُ.
وكذلِك (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَاب * سَلاَمٌ عَلَيْكُم) (٢) أَي : يقولونَ (٣).
وَقَدْ كَثُرَ حَذْفُ القولِ جداً (٤).
وَقَرأ عِكرِمَةُ : (لاَ يَنَالُهُمُ اللهُ برحمة دَخَلُوا الجَنَّةَ) (٥) وقرأَ طلحة بن مصرف : (برَحْمَة أَدْخِلُوا الجَنَّةَ) أَي فُعِلَ ذَلِك بِهِم.
قال أَبو الفتح : الَّذي في هاتين القراءتين خطابهم بقوله سبحانه : لا خوفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنونَ ، وطريقُ ذَلِك أَنَّ قَوْلَهُ : (أَهَؤلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللهُ برحمة) (٦) الوقف هنا ، ثُمَّ يُسْتَأَ نَفُ فَيُقال دَخَلوا الجَنَّةَ أَوْ أَدْخِلُوا الجَنَّةَ ، أَي : فقد دَخَلُوا الجَنَّةَ فَقَال لَهُمْ : (لاَ خَوفٌ عَلَيكُمْ وَلاَ أَنْتُم تَحْزَنُونَ) (٧) وَقَدْ
__________________
(١) البيتُ لعنترة العبسي من قصيدته التي عرفت بالمعلقة وعجزهُ :
...... |
|
أَشطانُ بئر في لُبانِ الأدْهَمِ |
انظر : الكتاب : ١ / ٣٣٢ وشرح أَبيات سيبويه : ١٨٧ وشرح المعلّقات السبع : ١٥٢ والمغني : ٢ / ٤١٤ وهمع الهوامع : ١ / ١٨٤ والدرر اللوامع : ١ / ١٦٠.
(٢) سورة الرعد : ١٣ / ٢٣ ـ ٢٤.
(٣) قال الفرّاء : وقوله : (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَاب * سَلاَمٌ عَلَيْكُم) يقولون : سلام عليكم ، القول مضمر كقوله : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا) سورة السجدة : ٣٢ / ١٢ ، أَي : يقولون ربّنا. معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٦٢.
(٤) المحتسب : ١ / ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٥ ـ ٧) من قوله تعالى من سورة الأَعراف : ٧ / ٤٩ : (أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَة ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ).