وَقَرأ ابنُ عَبَّاس : (لِتَعرفوا) (١).
قَال أبو الفتح : المفعول هنا محذوف ، أي : لِتَعرفوا ما أَنتُم محتاجون إلى معرفتِهِ مِن هَذا الوجهِ ، وهو كَقَولِهِ :
...... |
|
وَمَا عُلّمَ الإنَسانُ إلاَّ لِيَعلَمَا (٢) |
أي : لِيَعلَمَ مَا عُلّمَهُ أَو لِيَعلَمَ ما يدعو إلى علمه ما عُلِّمَهُ وَحَذفُ المفعولِ كَثيرٌ جِداً وَمَا أَغرَبَهُ وأَعذَبَهُ! لِمَن يَعرِفُ مَذهَبَهم (٣).
وَقَرَأَ ابنُ مسعود وعلقمة ويحيى ومجاهد وطلحة : (أَيْنَمَا يُوَجِّه) (٤).
قال أَبو الفتح : أَمَّا (يُوجِّه) بكسرِ الجيم فَعَلَى حذفِ المفعولِ ، أي : أَينَما يُوجِّه وَجهَهُ ، فَحُذِفَ لِلعِلم بِه (٥).
وَقَرَأَ قَتَادَة : (هَل يُسمِعُوَنَكُم) (٦).
قالَ أَبو الفتح : المَفعُول هُنَا محذوف ، أي : هَل يُسمِعُونَكُم إذ تَدعُونَ جَواباً عَن دُعَائِكُم؟ يُقَالُ : دَعاني فأَسَمَعتُهُ ، أَيْ أَسْمَعْتُهُ جَوابَ دُعَائِهِ (٧).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الحجرات : ٤٩ / ١٣ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
(٢) هو للمتلمس وصدره :
لِذي الحِلم قَبلَ اليومِ مَا تُقْرَعُ العَصَا |
|
...... |
اُنظر : لِسانَ العَرب : ١٠ / ١٣٥.
(٣) المحتسب : ٢ / ٢٨٠.
(٤) من قوله تعالى من سورة النحل : ١٦ / ٧٦ : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لاَ يَأْتِ بِخَيْر).
(٥) المحتسب : ٢ / ١١.
(٦) من قوله تعالى من سورة الشعراء : ٢٦ / ٧٢ : (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ).
(٧) المحتسب : ٢ / ١٢٩.