رَجُلاً) (١) أي : مِن قَومِهِ والهاءُ (٢) ضمير الإفك (٣) الذي تقدّم ذكره (٤).
وَقَرأَ بِلالُ بنُ أَبي بُردَةَ : (وَلاَ تَخْسَرُوا) (٥) بِفَتحِ التَّاءِ والسين.
قَالَ أَبو الفتح : ينبغي أَن يكونَ عَلى حذفِ الجرِّ ، أَي : تَخسَروا في الميزان ، فَلَمَّا حَذَفَ الجرَّ أَفضَى إليه الفِعل قبله ، فَنَصَبَهُ كقولِه تعالى : (واقعُدُوا لَهُم كُلَّ مُرصَد) (٦) ، أَيّ : في كُلِّ مَرصَد ، وَعَلَى كُلّ مرصَد وَكَقُولِه :
بِأَسرَعَ الشَّدِّ مِنِّي يَومَ لاَنِيَةٌ |
|
لَمّا لَقِيتُهُمُ واهتِّزتِ اللِّمَمُ (٧) |
أرادَ بِأسرَعَ فِي الشَّدِّ فَحَذَفَ الحرفَ وَأَوصْلَ (أسْرَعَ) (٨) ، أَو فِعلاً دَلَّ عَلَيهِ أَسرَعَ هَذِهِ (٩).
__________________
وَوَصَلَ الفِعلَ للضَّمِيرِ». انظر : البحر المحيط : ٦ / ٤٣٨.
(١) سورة الأعراف : ٧ / ١٥٥.
(٢) من قوله : (تلقونه).
(٣) من قوله تعالى من سورة النُّور : ٢٤ / ١١ : (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالاِْفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ).
(٤) المحتسب : ٢ / ١٠٤.
(٥) من قوله تعالى من سورة الرَّحمن : ٥٥ / ٩ : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيـزَانَ).
(٦) سورة التوبة : ٩ / ٥.
(٧) البيت لمالك بن خالد الخناعي. وفي المحتسب كما في لسان العرب برفع (لانيةٌ) على أنَّ النية الفترةُ والتعبُ والكلال مصدر من وني تقول فلان لا يني في أمره أي لا يفتر ولا يعجز. ووَرَدَ بالجَرِّ في مجالس ثعلب. انظر : مجالس ثعلب : ١ / ١٢٤ والمحتسب : ٢ / ٣٠٣ ولسان العرب : ٤ / ٢٢٠.
(٨) جاءَ في مجالس ثعلب : ١ / ١٢٤ : (يُريد عِندَ الشدِّ). وَفي لِسان العرب : ٤ / ٢٢٠ : (يريد بأسرَعَ شدًّا منّي فَزادَ اللاّمَ كزيادَتِها في بَناتِ الأوبر وقد يجوز أنْ يُريدَ بأسرَعَ في الشدِّ فحذف الجارَّ وأوصل الفعلَ).
(٩) المحتسب : ٢ / ٣٠٣.