وَإنَّ هَذا الَّذِي يُقَرِّرُهُ آرثر جفري سببُه جهلُ المستشرقينَ بأسلوبِ تلقّي المسلمينَ القرآنَ ، إذا أردنا إِحسان الظنِّ بهم ، (فإنّ الاعتماد في نقل القرآنِ على حفظِ القلوبِ والصدورِ لا على حفظِ المصاحفِ والكتبِ) (١).
٦ ـ اختلاف الروايةِ عن الصحابةِ والتابعينَ.
يقولُ ابنُ مجاهد (ت / ٣٢٤ هـ) : ورويتِ الآثارُ بالاختلافِ عن الصحابةِ والتابعينَ توسعةً ورحمةً بالمسلمين (٢).
وَقَد ذَهَبَ إلى هذا الرأي ابن أَبي هاشم (٣) (ت / ٣٤٩ هـ) (٤).
وَيَرى السيدُ أبو القاسمِ الخوئي ـ تبعاً لما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) ـ أنَّ اختلافَ القراءةِ قد جاءَ مِنْ قِبَلِ الرواةِ (٥).
٧ ـ اختلاف اللغاتِ واللهجاتِ.
قال بهذا ابن قتيبة (ت / ٢٧٦ هـ) (٦) وابن الجَزَري (ت / ٨٣٣ هـ) (٧) وتبنّى هذا الرأي بعضُ المُعاصرين (٨).
__________________
(١) النشر : ١ / ٦.
(٢) السبعة : ٤٥.
(٣) هو عبد الواحد بن عمر بن محمّد بن أبي هاشم أبو طاهر البغدادي البزار ، أخذ القراءة عن ابن مجاهد وغيره. وهو والد محمّد بن أبي عمر الزاهد غلام ثعلب.
انظر : غاية النهاية : ١ / ٤٧٥.
(٤) البيان في تفسير القرآن : ١ / ١١٦.
(٥) البيان في تفسير القرآن : ١ / ١٣٥.
(٦) تأويل مشكل القرآن : ٣٩.
(٧) النشر : ١ / ٢١ ـ ٢٢.
(٨) انظر : الشعر الجاهلي : ٣٤ وفي الأدب الجاهلي : ١١٩ وأطوار الثقافة والفكر : ١ / ٨٠ وتاريخ القرآن لإبراهيم الأبياري : ١١٨ و ١٣٠.