يُريِدُ : يَنْبُعُ ، وَقَوْلُهُ فِيَما أُنشِدَنَاهُ :
وَأَنت من الغوائِل حِينَ تُرْمَى |
|
وَمِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتَزَاحِ (١) |
يريد : منتزح ، مُفْتَعَل مِنْ نَزَحَ ـ كان (٢) التَأَ نّي والـتَّمادي بالمدّ بَيْنَ المُضَافِ والمُضَافِ إليهِ ، لأ نَّهُمَا فِي الحقيقةِ اسمان لا اسم واحد أَمثلَ (٣).
وَنَحوهُ قَرِاءة الأعرج عن ابن أَبِي الزّنَادِ : (بثلاثه آلاف) (٤) بسكون الهاءِ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فيما قَبْلُ ، فَهَذَا تقويةٌ وعذرٌ لِقِرَاءَةِ أَبي سَعيد وَقَدْ أَفْردَنَاهُ في الخصائص (٥) باباً قائماً بِرَأسِهِ وَذَكَرْنَاهُ أَيضاً في هذا الباب (٦).
وَقَرَأَ الحسن : (غَيْرَ مَضارِ وَصِيَّة) (٧) مضاف.
قَالَ أَبو الفتح : أيْ : غير مضارّ من جهةِ الوصيَّةِ أَو عندَ الوصيَّةِ كَمَا قَالَ طرفة :
__________________
(١) البيت لإبراهيم بن هَرِمة. ويروى (حيث) مكان (حين) و (تنمى) مكان (ترمى). انظر : الخصائص : ٢ / ٣١٦ و ٣ / ١٢١ وأمالي الشجري : ١ / ١٢٢ و ٢٢١ والإنصاف : ١ / ١٦ والبحر المحيط : ٣ / ٥٠.
(٢) جواب (إذا جازَ) في الصفحة السابقة.
(٣) يُوَهِّنُ أبو حيانَ هذا التخريج ويقول : الذي يناسب توجيه هذه القراءة الشاذّة أنّها من إجراء الوصف مجرى الوقف ، أبدلها هاء في الوصل كما أبدلها هاء في الوقف. انظر : البحر المحيط : ٣ / ٥٠.
(٤) من قوله تعالى من سورة آل عمران : ٣ / ١٢٤ : (أنْ يُمِدَّ كُمَ رَبُّكُمْ بِثَلاَثِةِ آلاَف مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُنْزَلِينَ).
(٥) الخصائص : ٣ / ١٢١ ـ ١٢٤.
(٦) المحتسب : ١ / ١٦٥ ـ ١٦٦.
(٧) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٢ : (غَيْرَ مُضَآ رّ وَصِيَّةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ).