وَجَاءَ عَنهُمْ حَذْفُ الاسمِ ومعه حذف العطف ، وذلك ، قَوْلَهمْ : فِي مَا رَوَينَاه عَن أَبِي بَكْر محمّد بن الحَسن عَنْ أحمْدَ بن يحيى : راكب الناقة طليحان (١) ، أيْ : راكبُ الناقةِ والناقةُ طَلِيحَانِ ، فحذف الناقة وحرف العطف معها.
وعلى أَنّه قَد يَحتَمِلُ ذلك تأويلاً آخرَ وهو أنْ يكونَ أرادَ راكبُ الناقةِ أحدُ طليحينِ فحذفَ المضافَ وأَقامَ المضاف إليهِ مقامه.
والّذي عندي في قوله :
ألا فَاْلِبثَا شهرينِ أو نصفَ ثالث (٢) |
|
...... |
أَنّ يَكُونَ على حذفِ المضافِ ، أيْ : ألاَ فَالْبِثَا شهرينِ أو شَهْرَيْ نصف ثالث ، أَي : والشهرينِ الَّذَينِ يَتَبعُهُمَا نصفُ ثَالِثِهُمَا ، لأ نّه لَيْسَ كُلَّ شهرينِ يُؤمَرُ بِلَبثِهِمَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصْحَبَهُمَا نصفُ ثالثهما ، لكنْ البثا أنتما شهرين ، أو
__________________
(١) الطليح الذي أجهده السفر وأصابه الهزال. انظر : الخصائص : ١ / ٢٨٩ ولسان العرب ـ طلح ـ وشرح التصريح : ٢ / ١٥٤ والأشموني : ٣ / ١١٦.
(٢) عجزه :
...... |
|
إلى ذا كَما مَا غَيَّبتني غيابيا |
والبيت لِعَمرو بن أَحمر الباهلي الكناني وهو شاعر مخضرم عاشَ فِي الجاهلية ثُمَّ أَدرَكَ الإسلام وَعُمرهُ تسعونَ سنةً وَكَانَ أَعورَ. جمع ديوان شعره الدكتور حسين عطوان ، ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق عام ١٩٧٠ م ، وكتب عنه محمد محيي الدين مينو رسالة ماجستير في جامعة دمشق ، درس في القسم الأوَّل منها حياته وشعره وفي القسم الثاني جمع ديوانه وحقّقه. انظر : الخصائص : ٢ / ٤٦٠ والمحتسب : ٢ / ٢٢٧ و ٢٢٨ والأَزهية : ١٢٠ وأمَالي الشجري : ٢ / ٣١٧ والإنصاف : ٢ / ٢٥٦ والخزانة ـ بولاق ـ : ٣ / ٣٨ ـ ٣٩ و ٤ / ٣٠٠.