وأَما (خَطاً) وَ (خِطاً) فتخفيف خَطْئاً وَخِطْئاً عَلَى القياسِ (١).
وَقَرَأَ السُّلَمِي وزيد بن علي : (وَتَخَلَّقُونَ إفكا) (٢).
وَقَرَأَ فُضيل بن مَرزَوق وابن الزُبير : (وَتَخْلُقُونَ أَفِكَا) بِفَتْحِ الهمزةِ وَكَسر الفاء.
قَالَ أبو الفتح : أَمَّا (تَخَلَّقُونَ) فَعَلَى وزنِ تَكَذَّبُونَ وَمَعْنَاهُ (٣). وَأَمَّا (أَفِكَا) فَإمَّا أنْ يَكُونَ مَصْدَراً كَالكَذِبِ وَالضّحِك ، وأمَّا أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِمَصدَر مَحذُوف ، أيْ : تَكذِبُونَ كَذِباً أفِكاً ثُمّ حُذِفَ المَصْدَرُ وَأقِيمَتْ صِفَتُهُ مَقَامَهُ ، كَقَولِك : قمتُ مِثْلَ مَا قَامَ زَيدٌ ، أيْ : قِياماً مِثْلَ قِيَام زَيْد وأذهبُ فِي الحَذفَ عَلَى هذا الحدِّ مِنهُ قَولُ اللهِ تَعَالى : (فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (٤) أَيْ : شُرْباً مِثلَ شَرُبِ الهيم ، لأَ نَّهُ حُذِفَ فيه مع الموصوف المضاف وأقيم المضافُ إليهِ مقامه. وَأفِكٌ عَلَى هَذَا صِفَةٌ كَبَطِرَ وَأَشِرَ. وَيَجُوزُ أَنَ يَكُونَ مَحْذُوفاً مِنْ آفِك وهو اسمُ الفاعلِ مِنْ أفَكَ يَأفِكُ إفْكَاً إذا كذب وأَفكته إِفكَاً إذَا صَرفْتُهُ عَنِ الشيءِ وَهْوَ مَأفُوكٌ. قَالَ :
إنْ تَك عَنْ أَحْسَنِ المُروءَةِ مَأْ |
|
فُوكاً فَفِي آخَرِينَ قَد أَفِكُوا (٥) |
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ١٩ ـ ٢٠.
(٢) من قَوله تعالى من سورة العنكبوت : ٢٩ / ١٧ : (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً).
(٣) قال في البحر المحيط : ٧ / ١٤٥ (أَصْلُ تَخْلُقُونَ. تَتَخَلَّقُونَ فَحُذِفَتْ إحدى التائين).
(٤) سورة الواقعة : ٥٦ / ٥٥.
(٥) البيت لعروة بن أَذينة. وَنَسبَهُ صاحب اللسان إلى عمرو بن أَذينة.
ويروى (أَفضل) مكان (أَحسن) و (الصَّنيعة) و (الخليقة) مكان (المروءة).
أُنظر : إصلاح المنطق : ٢٣ والمحتسب : ٢ / ١٦١ و ٢٦٧ ولسان العرب : ١٢ / ٢٧٠.