المِثَالُ فِي المَصْدَر من غير أَن تصحبه ياء الإضافة فهو بان يأتي معها أجدر (١).
وَقَرَأَ أَبو عبِد الرَّحْمنِ السُّلَمي وَطْلَحة : (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لَغُوب) (٢) بفتح اللاّمِ.
قال أَبو الفتح : قَدْ تَقَدَّمَ القولُ عَلَى ذَلِكَ (٣) ، وَذَكَرْنَا رأيَ أبي بكر ونحوه من المصادر التي جاءت على فَعُول بِفَتْحِ الفاءِ كالوَضُوء والوَلُوعِ والطَّهُورِ (٤) والوَزوعِ (٥) والقَبُولِ ، وأَ نَّها صِفَاتُ مصادر محذوفة أَيْ : تَوَضَأتُ وُضُوءا وَضُوءا أيْ : وُضُوءا حَسَنا. وَكَذَلِكَ هَذَا أَيْ : مَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوب ، فَيَصِفُ اللُّغُوبَ بِأَ نَّهُ لَغُوبٌ أَيْ : لَغَبَ مُلْغِبٌ (٦).
وَقَرَأَ : (مِنْ كُلّ جانب دَحُورا) (٧) السَّلَمِي.
قَالَ أَبو الفتحِ : في فتح هذه الدَّالِ وَجْهَانِ :
١ ـ إنْ شِئْتَ كَانَ عَلَى مَا جَاءَ مَنْ المَصَادِرِ عَلَى فَعُول ـ بِفَتح الفاءِ ـ
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٦٣ و ٢ / ٣٢٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة ق : ٥٠ / ٣٨ (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوب).
(٣) انظر : ص : ٣٥٨ وما بعدها والمحتسب : ٢ / ٢٠١.
(٤) قال في مختار الصّحِاحِ : الطَّهُورُ بفتحِ الطاءِ مَا يُتَطهَّرُ بِهِ كالفَطُورِ والسَّحُورِ والوَقُودِ ، وَنَقَلِ المُطرِزِي في المُغرب أنَّ الطّهُورَ مَصدرٌ بمعنى التَّطَهّرَ واسم لما يُتَطَهَّر به. انظر : مختار الصحاح : ٣٩٩.
(٥) قال ابن السّكُيتِ : أزِعتُ بهِ مِثلُ ألِعْتُ بِهِ. وفي مُختار الصَّحَاحِ أوْزَرعَهُ بالشيءِ أَغراهُ بهِ. انظر : اصلاح المنطق : ٣٣٣ ومختار الصحاح : ٧١٩.
(٦) المحتسب : ٢ / ٢٨٥.
(٧) من قوله تعالى من سورة الصافّات : ٣٧ / ٨ ـ ٩ : (وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِب * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ).