متابَعةٌ (١).
وَقَرَأَ الحسَن وأَبو رجاء وطلحة ، بخلاف : (يوم نُبْطِشُ) (٢) مَضْمُومَةَ النونِ ، مكسورةَ الطَّاءِ.
قال أَبو الفتح : مَعْنَى نُبْطِشْ أَيْ : نُسَلِّط عَلَيْهِمْ مَنْ يَبطِشُ بِهِم فَهَذَا مِنْ بطش هو ، وَأَبْطشْتُهُ أَنَا ، كَقَوْلِكَ : قَدَرَ وَأَقدَرْتُهُ ، وَخَرَجَ وَأَخْرَجْتُهُ. وإلى هذا ذهب أَبو حاتِم فِي هَذِهِ الآية فِيما رَوَيْنَاهُ عَنْهَ.
وَأَمَّا انْتِصَابُ (البطْشَة) بِفِعْل آخر غَير هَذَا الظاهر ، إلاَّ أَنَّ هَذَا دَلَّ عَلَيْهِ فَكَأَ نَّهُ قَالَ : يومَ نَبْطُشُ مَنْ نَبْطِشُهُ فَيَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى فيجري نحواً مِنْ قَوْلِهِم : أعْلَمْتُ زيداً عمراً العِلْمَ اليقينَ إعلاماً ، فاعلاماً منصوبٌ باعلمتُ.
وأمَّا العلم اليقين فمنصوبٌ بِمَا دَلَّ عليهِ أَعلمْتُ وهو عَلِمَ العلمَ اليقينَ ، وعليهِ قَوْلُهُ :
...... |
|
وَرُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبَةً أَيَّ إذلالِ (٣) |
فأيَّ إذَّلاَلِ منصوبٌ بِمَا دَلَّ عليهِ قَوْلُهُ (رُضْتُ) ، لأَنَّ رُضْتُها وأذلَلْـتُها بمعنىً واحد.
ولك أنْ تَنْصِبَ البَطْشَةَ لاَ عَلَى المصدر وَلَكِنْ عَلَى أَنَّهَا مفعولٌ بهِ فكأ نَّهُ قالَ : يَوْمَ نُقَوّي البَطْشَةَ الكُبْرَى عَلَيْهِم ، وَنُمَكِّـنُها مِنْهُم ، كَقَوْلِكَ يَومَ نُسَلّطُ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٥.
(٢) من قوله تعالى من سورة الدخان : ٤٤ / ١٦ (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ).
(٣) لامرئ القيس وصدره :
وَصِرْنا إلى الحُسَنى وَرقَّ كَلاَمُنَا |
|
...... |
انظر : الديوان : ٣٢ والمقتضب : ١ / ٧٤ والخزانة ـ بولاق ـ ٤ / ٢٤.