القَتْلَ عَلَيْهِمْ وَنُوَسّعُ الأخذَ مِنْهم (١).
وَقَرأَ ابنُ عباس وعبدُ الله بن عمرو والجَحدَري وعبد الله بنُ عبيد بن عُمَير : (جَمِيعاً مِنَّةً) (٢) مَنْصُوبة مُنَوَّنَة.
قَالَ أَبو الفتح : أمَّا (مِنَّة) فَمَنْصوبٌ عَلَى المصدرِ بِمَا دَلَّ عليهِ قَوُلُهُ تَعَالى : (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الاْرْضِ جَمِيعاً) لأَنَّ ذَلِك مِنْهُ عزَّ اسمهُ مِنَّةٌ مَنَّهَا عَلَيْهِمْ ، فَكأَ نَّهُ قَالَ : مَنَّ عَلَيْهِمْ مِنَّةً. وَمَنْ نَصَبَ وَمِيضَ البَرْقِ مِنْ قَوْلِهِم : تَبَسّمْتُ وَمِيضَ البَرْقِ بِنَفْسِ تَبَسَّمْتُ ، لِكَوْنِهِ فِي مَعْنَى أَومَضْتُ نَصبَ أَيضاً (مِنَّةً) بِنَفْسِ سَخَّرَ لَكُمْ عَلَى مَا مَضَى (٣).
وَقَرأ الحَسَنُ وَعِيْسَى الثَقَفِي : (مِنْ نَهَار بلاغاً) (٤).
قَالَ أبو الفتح : هُوَ عَلَى فِعْل مُضْمَر ، أَيْ بَلَغُوا أوْ بُلِّغُوا (٥) بَلاَغاً كَمَا أَنَّ مَنْ رَفَع فَقَالَ : (بلاغٌ) فَإنَّمَا رَفَعَ عَلَى إضْـمَـارِ المُبْتَدأِ ، أَيْ : ذَلِك بَلاَغٌ أَوْ هَذَا بَلاَغٌ (٦).
وَقَرَأَ الحَسَن والجَحْدَرِي وابنُ أبي بَكْرةَ ، بخلاف (٧) : (أنْ لَنْ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٦٠ ـ ٢٦١.
(٢) من قوله تعالى من سورة الجاثية : ٤٥ / ١٣ (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لَّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ).
(٣) المحتسب : ٢ / ٢٦٢.
(٤) من قوله تعالى من سورة الأحقاف : ٤٦ / ٣٥ (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَ نَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَار بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ).
(٥) وعلى تقدير العكبري : بلغ بلاغاً. انظر : إملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ٢٣٦.
(٦) المحتسب : ٢ / ٢٦٨.
(٧) وبها قرأَ يعقوب كما في مجمع البيان : ٢٩ / ٧٧.