مَكَانَ الْبَيْتِ) (١) وأُذِنَ. فَأمَّا قَولُهُ عَلَى هَذَا : (يَأْتُوك رِجَالاً) فَإنّهُ انجزمَ لاَِ نَّهُ جوابُ قولِهِ : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) ، وهُو عَلَى قراءةِ الجماعةِ جوابُ قولهِ : (وأَذِّنْ فِي الناسِ بِالحَجِّ) (٢).
يُسأَلُ مِنَ قَراءةِ العامة : (وَأُخِذُوا مِنْ مَّكَان قَرِيب) (٣) : عَلاَمَ عُطِفَ هَذَا الفعلَ؟ ويَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفاً عَلَى قَولِهِ تَعَالَى : (فَزِعُوا) وهْو بالواو لأ نّه لا يُرَاد : ولَو تَرَى وقْتَ فزعهم وأَخْذِهِمْ وإنَّما المُرَادُ ـ واللهُ أَعلَمُ ـ : ولَو تَرى إِذ فَزِعُوا فَلَم يَفُوتُوا (٤) وأُخِذُوا فَعَطَفَ (أُخِذُوا) عَلَى مَا فِيهِ الفاءُ المُعْلِّقَة الأَوّل بالآخِر عَلَى وجه التَّسبيبِ لَهُ عَنْهُ ، وإِذا كَانَ مَعطُوفاً عَلَى مَا فيهِ الفاءُ فَكأنَّ فاءً (٥) فَيَؤولُ الحديثُ إِلى أَنّهُ كَأ نّهُ قَالَ : ولَو تَرَى إذْ فَزِعُوا فَأُخِذُوا ، هذا إذا كَانَتْ فيه فَاءٌ ، وأَمَّا وفِيهِ الواو فلا يَحْسُنُ عطفُهُ على (فُزِعُوا) بلْ يكونُ معطوفاً على ما فيه الفاءُ (٦).
وقَرأَ الأعرج ورُويَ عَنْ أَبي قِلابَة وعَنْ مُجَاهِد أَيضاً : (وقِيلُهُ) (٧) رفعاً.
قَالَ أَبو الفتحِ : يَنْبغي أن يكونَ ارتفاعُهُ عَطْفاً عَلَى (عِلْم) مِنْ قَولِهِ : (وعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (٨) ، و (قِيلُهُ) ، أَيْ : وعلْمُ قِيلِهِ فَجَاءَ عَلَى حَذْفِ
__________________
(١) سورة الحج : ٢٢ / ٢٦.
(٢) المحتسب : ٢ / ٧٨.
(٣) سورة سبأ : ٣٤ / ٥١.
(٤) وفسّره الطَبَرْسِي عَلَى أَنْ معناهُ : فَلا يفوتُنِي مِنْهُم أَحدٌ. مجمع البيان : ٢٢ / ٢٢١.
(٥) أَيْ : فكان فَاءً موجودةٌ.
(٦) المحتسب : ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٧.
(٧) من قوله تعالى من سورة الزخرف : ٤٣ / ٨٨ : (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاَء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ).
(٨) سورة الزخرف : ٤٣ / ٨٥.