عَلَى مَا يُقال في هذا (١) ، حتّى كَأَ نَّهُ قَالَ : لاَ خوفٌ عَلَيْهِم ولاَ هُم يَحزَنُونَ والصابِئُونَ كَذَلِك (٢).
وقَرَأَ عُمرُ بنُ الخَطَّابِ والحَسَنُ وقَتَادَة وسَلام وسَعيِد بنُ أَسْعَد ويَعقوب ابن طلحة وعيسى الكوفي : (مِنَ المُهَاجِرينَ والأنْصَارُ) (٣).
قَالَ أَبو الفتح : الأنصارُ معطوفٌ عَلَى قَولِهِ : (والسَّابِقُونَ الأولُونَ مِنَ المُهَاجِرينَ والأنصار).
فَأَمَّا قَولُهُ : (والَّذِينَ اتَّبَعُوهم بِإِحْسَان) فيجوزُ أَنْ يَكونَ مَعْطُوفاً عَلَى (الأنْصَارِ) فِي رَفَعِهِ وجَرِّهِ ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مْعطُوفاً عَلَى (السابِقينَ) وأَنْ يَكُونَ مَعْطُوفاً عَلَى الأنْصَارِ لِقُربهِ مِنهُ (٤).
وقَرأَ الحَسَن وابنُ مُحَيْصِن : (وأَذِنَ فِي النَاسِ) (٥) بالتخفيف.
قَالَ أَبو الفتح : (أُذِنَ) مَعْطوفٌ على (بَوّأنا) فَكَأَ نَّهُ قَالَ : (وَإِذْ بَوَّأْنَا لاِِبْرَاهِيمَ
__________________
(١) قالوا : إنّما رفع الصابئون لوجهين :
أَحدُهُما : أَنْ يكونَ في الآيةِ تقديمٌ وتأخيرٌ ، والتقدير : إنَّ الَّذينَ آمَنُوا والَّذينَ هَادُوا مَنْ آمَنَ بالله واليومِ الآخِر لا خوفٌ عَلَيْهِم ولاَ هُمْ يَحزَنُونَ والصَّابئونَ والنَّصَارَى كَذَلِك.
والآخَر : أنْ تَجعلَ قولهَ تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ واليومِ الآخرِ) خبراً للصَّابِئِينَ والنصارى. وقيل إنَّ (إِنَّ) بمعنى نَعَمْ فَلاَ تكون عاملَةً. وقيِلَ غَير ذَلك.
البيان في غريب إعراب القرآن : ١ / ٢٩٩ ـ ٣٠١.
(٢) المحتسب : ١ / ٢١٧.
(٣) من قوله تعالى من سورة التَّوبة : ٩ / ١٠٠ : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ).
(٤) المحتسب : ١ / ٣٠٠ ـ ٣٠١.
(٥) من قوله تعالى من سورة الحج : ٢٢ / ٢٧ : (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجّ عَمِيق).