…
__________________
الأنصاري (ت / ٢١٥ هـ) ، على ما سيرد ، وهو من أعلام مدرسة البصرة.
قال الأزهري (ت / ٣٧٠ هـ) : و (أَو) : تكون للشَّكِّ والتَّخيير. قال الجوهري في الصحاح : ٦ / ٢٢٧٥ ونقله عنه ابن منظور في لسان العرب (أَوى) ١٤ / ٥٤ : (أَو) حرف إِذا دخل الخبر دلَّ على الشك والإِبهام ، وإِذا دخل الأَمر والنّهي دلَّ على التّخيير والإباحة ، فأَمَّا الشَّكُّ فقولُكَ : رأَيتُ زيداً أو عمراً ، والإِبهام كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَل مُّبِين) [سورة سبأ : ٣٤ / ٢٤] ; والتخيير كقولك : كُلِ السَّمَكَ أَو اشربِ اللبنَ أَي لا تجمعْ بينهما ، والإِباحة كقولك : جالسِ الحسنَ أَو ابنَ سيرين ، وقد تكون بمعنى (إِلى أَن) ، تقول : لأَضربنَّهُ أَو يتوبَ ، وتكونُ بمعنى (بل) في تَوَسُّعِ الكلامِ.
قَالَ ذُو الرُّمَّة :
بَدَتْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ في رَوْنَقِ الضُّحَى |
|
وَصُورَتِها ، أَو أَنتِ فِي العَينِ أَمْلَحُ |
كما في ديوانه ـ الملحق ـ تحقيق الدكتور عبد القدوس صالح : ٣ / ١٨٥٧ ، ومعاني القرآن للفراء : ١ / ٧٢ ، والخصائص : ٢ / ٤٥٧ ، وأمالي المرتضى : ٢ / ٥٦. قال الفراء (ت / ٢٠٧ هـ) : يريد : بل أَنت. وقولُهُ تعالى : (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) ; قال أبو العباس ثعلب (ت / ٢٩١ هـ) : قال الفَرَّاءُ : (أَوْ) هاهنا في معنى (بل). معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٩٣ ، ومجالس ثعلب : ١٣٥ ، قال الفراء : كذلك جاء في التفسير مع صحته في العربية مشيراً إلى تفسير ابنِ عباس للآيةِ كما نَقَلَهُ عنهُ الطبري في : جامع البيان : ٢٣ / ١٢٤ / ٢٢٧٤٣ ، وقال ابن عباس : (أَوْ) بمعنى (بل) وقيل بمعنى (الواو). البحر المحيط : ٧ / ٣٧٦. وقيل : معناه إِلى مئةِ أَلف عند النَّاس أَو يزيدونَ عندَهم ، وقيل : أَو يزيدون عندكم فيجعل معناها للمخاطبين أَي هم أَصحاب شارَة وزِيّ وجمال رائع ، فإِذا رآهم النَّاسُ قَالوا هؤلاءِ مئتا أَلف. وقال أَبو العباس المبرد (ت / ٢٨٥ هـ) : إِلى مئة أَلف فهم فَرْضُهُ الذي عليه أَن يؤَدّيه ; وقولُهُ : (أَوْ يَزِيدُونَ) ، يقول : فإِن زادوا بالأَولاد قبل أَنْ يُسْلموا فادْعُ الأَولادَ أَيضاً فيكونُ دعاْؤكَ لِلأَولادِ نافلةً لكَ لا يكونُ فرضاً ; وقد عالجها المبرد في المقتضب ، آخذاً برأي أكثر البصريين في المسألة. ينظر في : المقتضب : ٣ / ٣٠٤ ، والكافية شرح الرضي : ٢ / ٣٤٣ والبحر المحيط : ٧ / ٣٧٦ ، والمغني : ١ / ٦٣ ، وخزانة