أَلَمْ يَأتِيكَ والأَنَباءُ تَنمِي |
|
...... (١) |
فَهَذَا جوابُ كَمَا تَراهُ.
وإن شِئْتَ ذَهَبْتَ فِيهِ مَذْهَباً آخرَ غَيْرَهُ ، إِلاَّ أنَّ فيهِ فَنّاً وصنعةً ، وهو أَنْ يَكُونَ أَرَادَ ثُمَّ يُدرِكْهُ الموتُ جَزْماً غَيرَ أَنَّهُ نَوى الوقفَ عَلَى الكلمةِ فَنَقَلَ الحَرَكَةَ مِنَ الهَاءِ إلى الكافِ فَصَارَ يُدرِكُه ، عَلَى قولهِ :
...... |
|
مِنْ عَنَزيِّ سَبَّنيِ لَمْ أَضْرِبُهْ (٢) |
أرادَ لَمْ أَضْرِبْهُ ثُمَّ نَقَلَ الضَّمَّةَ إلى الباءِ لِمَا ذَكَرنَاهُ ، كَقَولِهِ :
أَلهى خَلِيلِي عَنْ فِراشِي مَسجِدُه |
|
يَا أيها القاضِي الرَّشيِدُ أَرْشِدُهْ |
أيْ أَرْشِدْهُ ثُمَّ نَقَلَ الضمّةَ فَلَمَّا (٣) صَارَ يدركْه إلى يدركُهْ حَرَّك الهاءَ بالضمّ عَلَى أَوَّلِ حَالِها ثُمَّ لَمْ يُعِدْ إليْهَا الضَّمَّةُ الَّتي كَانَ نَقَلَهَا إلى الكافِ عَنْهَا بَلْ أَقَرَّ الكافَ عَلَى ضَمِّهَا ، فَقَالَ : (ثُمَّ يُدْرِكُهُ المَوتُ) وقَدْ جَاءَ ذَلِك عَنْهُمْ.
أَخْبَرَنَا أَبو بكر محمّد بنُ الحسن بقول الشاعر :
إِنّ ابن أحوصَ معروفاً فَبلِّغُهُ |
|
فِي سَاعِدَيْه إذَا رَامَ العُلا قِصَرُ |
أَرادَ فَبَلَّغْهُ ثُمَّ نَقَلَ الضَّمَّةَ مِنَ الهَاءِ إلى الغينِ ثُمَّ حَرَّك الهَاءَ بالضَّمِّ وأَقَرَّ ضَمَّةَ الغَينِ عَلَيْهَا بِحالِهَا ، فَقَالَ : فَبَلّغُهُ ، وذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ كَثُرَ النَّقْلُ عَنْهم لِهذِهِ الضَّمَّةِ عن هذهِ الهاءِ ، فَإِذا نُقِلَتْ إلى موضِع قَرَّتْ عَلَيْهِ وثَبَتَ ثباتَ الوَاجِبِ
__________________
(١) تقدّم الشاهد في : ص : ٣٠٧.
(٢) الرجز لزياد الأعجم ، وقبله :
عَجِبْتُ والدَّهْرُ كثيرٌ عَجَبُهْ |
|
...... |
انظر : الكتاب : ٢ / ٢٨٧ واللسان : ـ لمم ـ : ١٦ / ٢٨ والبحر المحيط : ٣ / ٣٣٧ والهمع : ٢ / ٢٠٨ والأشموني : ٤ / ٢١٠.
(٣) أشار أبو حيَّان إلى هذين الرأَيين في البحر المحيط : ٣ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧.