فسحاً بخلاف القرّاء ، لكنْ غرضُنا منه أنْ نُري وجهَ قوّةِ ما يسمّى الآن شاذًّا وأَ نّهُ ضاربٌ في صحَّةِ الروايةِ بجرانهِ لئلاّ يُرَى مُرَى أنَّ العُدُولَ عنهُ هو غضٌّ منه أو تُهمَةٌ لَهُ ... فإنّا نعتقد قوّةَ هذا المُسَمَّى شاذًّا» (١).
ويقول أيضاً : «وَلَوْ قَرَأَ قارئ : إِنَّ الحمدَ للهِ بكسرِ الهمزةِ على الحكايةِ التي للفظ بعينه لكان جائزاً ، لَكِنْ لا يُقْدَمُ على ذلِك إِلاَّ أَنْ يَرِدَ بهِ أَثَرٌ وإِن كانَ في العربية سائغاً» (٢).
ويقول أيضاً : «فيجوزُ على هَذَا في العربيةِ لا في القراءَة لأِ نَّهَا سُنَّةٌ لا تُـخَالَفُ ، (وَالسَّمَـاوَاتُ مَطْوِيَّات بِيَمِيْنِهِ) (٣)» (٤).
ويقول السُّيوطي (ت / ٩١١ هـ) : «أمَّا القرآنُ فكلُّ ما ورد أَنَّه قُرِئ بهِ جاز الاحتجاج به في العربية سواءً أكان متواتراً أم آحاداً أم شاذًّا» (٥).
ويقول ابنُ علان (٦) (ت / ١٠٥٧ هـ) : «وقد أطبقَ الناسُ من علماءِ العربيةِ على الاحتجاج للقواعدِ العربيةِ بالقراءاتِ الشاذَّةِ الخارجةِ عن الجادَّةِ في العربيةِ» (٧).
لقد اختلف النحاة في حُجيَّةِ القراءات الشَّاذَّةِ بلْ اختلفُوا في حُجِيَّةِ
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٣٢ ـ ٣٣.
(٢) انظر : ص : ١٨٤ والمحتسب : ١ / ٣٠٨.
(٣) من قوله تعالى من سورة الزمر : ٣٩ / ٦٧ : (وَالاْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ).
(٤) المحتسب : ٢ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(٥) الاقتراح : ١٤ ـ ١٥.
(٦) هو محمّد بن علي بن محمّد بن علان الشافعي مُفَسِّرٌ عالمٌ بالحديث من أهل مكّة.
اُنظر : الكنى والألقاب : ١ / ٣٦١ والأعلام : ٧ / ١٨٧ وفهرست المكتبة الأزهرية : ٤ / ٤٦٨.
(٧) داعي الفلاح : ٥١ أ.