قَالَ أَبو الفتح : هَذَا الَّذي أَنْكَرَهُ ابنُ مُجاهد عِنْدِي سَائِغٌ جائزٌ ، وَهُوَ أَنْ تَعْطِفَ (آوي) عَلى (قُوّة) فَكَأَ نَّهُ (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ) آوِياً (إِلَى رُكْن شَدِيد).
فَإذَا صرتَ إلى اعتقادِ المَصْدَرِ ، فَقَدْ وَجَبَ إضْـمَـارُ أَنْ وَنَصْب الفِعلِ بِهَا ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ مَيْسُونُ بِنْتُ بَجْدَل الكُلَيْبِيَّة (١) :
لَلُبْسُ عَبَاءَة وَتَقَرَّ عَيْنِي |
|
أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ (٢) |
فَكَأَ نَّها قَالَتْ : لَلْبْسُ عَبَاءَة وأَنْ تَقَرَّ عَيْنِي ، أَيْ : لإِنْ أَلْبَسُ عَبَاءَةً وَتَقَرَّ عَيْنِي أَحَبُ إلَيَّ مِنْ كَذَا ، وَعَليْهِ بَيْتُ الكِتَابِ أَيْضاً :
فَلَوْلاَ رِجَالٌ مِنْ رِزَام اعِزّةٌ |
|
وَآل سُبَيْع أَوْ أَسَوءَكَ عَلْقَماً (٣) |
أَيْ : أَوْ أَنْ أَسوءَكَ ، فَكَأَ نَّهُ قَالَ : أَوْ مَسَاءَتِي إِيَّاكَ فَكَذَلِكَ هَذِهِ القراءة : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ) آوِياً ، أَيْ : أَوْ أَنْ آوِيَ إلَى رُكْن شديد وَهَذَا واضحٌ (٤).
وَقَرَأَ الأعمش : (وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرَ) (٥) نَصْباً.
__________________
(١) هكذا وردتْ بصيغةِ التَّصغير.
(٢) يُروى (وَلُبْسَ) مكان (لَلُبسُ). انظر : الكتاب : ١ / ٤٢٦ والمقتضب : ٢ / ٢٧ وشرح المفصل : ٧ / ٢٥ وشرح شواهد المغني : ٢ / ٦٥٣ ـ ٦٥٤ والهمع : ٢ / ١٧ والدرر اللوامع : ٢ / ١٠ وشرح الأشموني : ٣ / ٣١٣ والخزانة ـ بولاق ـ ٣ / ٥٩٢.
(٣) البيت للحُصَين بن الحِمَام المُريِّ (رزام بن مالك) و (رزام بن مازن) ومالك هو ابن رزام ابن مازن بن ثعلبةَ بنُ مُسعَد بنُ ذبيان.
الكتاب : ١ / ٤٢٩ والمفضليات : ٦٦ والهمع : ٢ / ١٠ وشرح التصريح : ٢ / ٢٤٤ وشرح الأَشموني : ٣ / ٢٩٦.
(٤) المحتسب : ١ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧.
(٥) من قوله تعالى من سورة المدّثّر : ٧٤ / ٦ : (وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ).