٢ ـ وَتَكُونَ ظرفاً (١) في نحو قولهِ : (وَلَمَّا تَوَجّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ) (٢).
٣ ـ وَتَكُونُ بَمعْنَى إِلاَّ (٣) في نَحوِ قَولِهِم : أَقسمْتُ عَلَيكَ لَمَّا فَعَلْتَ ، أي : إِلاَّ فَعَلْتَ ، وَلاَ وَجَه لواحدة مِنْهُنَّ فِي هَذِهِ الآيةِ.
٤ ـ وَأَقرَبُ ما فَيهِ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ) لِمَنْ مَا آتَيناكُم وَهُوَ يريدُ القراءةَ العامةَ : (لَمَا آتَيْنَاكُمْ) فَزَادَ مِنْ عَلَى مَذْهَبِ أَبي الحَسَن (٤) في الواجب فصارت (لَمِمَّا) فَلَمَّا التقتْ ثلاثُ مِيَمات فثقلنَ حُذِفَتِ الأَولى مِنْهُنَّ فَبَقِيَ (لَمَّا) مُشَدَّداً كما تَرَى. وَلَو فُكّتْ لصارتْ لَْنمَا ، غيرَ أَنَّ النُّونَ أُدْغِمَتْ في المِيمِ كَمَا يجبُ فِي ذَلِكَ ، فَصَارَتْ (لَمَّا) هَذَا أَوْجَهُ مَا فِيهَا إنْ صَحَّتِ الروايةُ بِهَا (٥).
__________________
(١) على مذهب أبي عليّ الفارسي وذَهَبَ سيبويه إلى أَنّها حرف بمنزلة (لو). الكتاب : ٢ / ٣١٢ والبحر المحيط : ١ / ٧٥ و ٢٦٥ و ٣ / ١٠٦ و ٧ / ١١ والجنى الداني : ٥٣٨ والمغني : ١ / ٣١٠.
(٢) سورة القصص : ٢٨ / ٢٢.
(٣) حَكاهَا الخليلُ وسيبويه والكسائي وهي قليلةٌ في كلامِ العَرَبِ ويُروَى أَنَّها في لغةِ هُذَيل يجعلونَ (لمّا) بمعنى (إِلاَّ) ويَرى بعضُ النُّحَاةِ أَنَّهُ ينبغي التَّوَقُّفُ في إِجازةِ ذلك حَتَّى يردَ في كلام العربِ ما يشهدُ بصحّتِهِ. الكتاب : ١ / ٤٥٥ وتهذيب اللغة : ١٥ / ٣٤٥ واللسان : ١٦ / ٢٧ والجنى الداني : ٥٣٨.
(٤) (من) لا تُزَاد عند سيبويه وجمهور البصريين إلاّ بشرطين ، وذهب الأخفش والكسائي وهشام إلى زيادتِها بلا شرط بينما ذهبَ سائرُ الكوفيين إلى زيادتها بشرط واحد وهو تنكيرُ مجرورِها. البيان في غريب إعراب القرآن : ١ / ٣٢٠ وإِملاء ما من به الرَّحمن : ١ / ٧٥ و ١١٣ و ١١٦ و ٢٤٠ و ٢ / ١٠٢ و ١٤٠ وشرح المفصل : ٨ / ١٣ وتسهيل الفوائد : ١٤٤ والبحر المحيط : ٤ / ١١٣ وشرح الكافية : ٢ / ٥٨ و ٣١٩ و ٣٢٢ والجنى الداني : ٣٢١ والمغني : ١ / ٣٦٠ وشرح التصريح : ٢ / ٨.
(٥) المحتسب : ١ / ١٦٤.