أَصْلِهَا (١) ، وَذَلِكَ أَنَّ أَصْلَ الأَمرِ أَنْ يَكونَ بحرفِ الأمرِ وَهُوَ اللاّمُ فَأَصلُ اضربْ لِتضربْ ، وَأَصلُقُمْ لِتَقُمْ. كَمَا تَقُولُ لِلْغَائِبِ : لِيَقُمْ زَيْدٌ ، وَلْتَضربْ هندٌ ، لَكنْ لَمَّا كَثُرَ أَمْرُ الحَاضِرِ نَحْوَ قُمْ واقعُدْ وادْخُلْ واخرجْ وَخُذْ وَدَعْ حَذُفوا حَرْفَ المُضَارعَة تَخْفيفاً ، بَقِي مَا بَعْدَهُ ، وَدَلَّ حاضرُ الحالِ عَلَى ان المأمور
__________________
ومنهم : الزَّمخشري وابنُ يعيش وابنُ مالك وابنُ هشام والسّيُوطي. ينظر في : معاني القرآن للفراء : ١ / ٤٦٩ ، ومعاني القرآن للأخفش : ١٣ / ب ، وشرح المفصل : ٦١ / ٧ ، وشرح التسهيل : ١٣٤ ، والاقتراح : ١٥ ، ولسان العرب : ١٢ / ٥٦٠ (لوم) ، ومنهج الأخفش الأوسط : ١٨٥.
(١) قَدَّمنَا وأَخْرَنَا فِي عِبَارةِ ابنَ جني ليستقيمَ المعنى ، على أنَّ هذه القراءة المنسوبة إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أوردها أحمد بن حنبل في مسنده : ٥ / ٢٢ وأبو داود في سننه : ٢ / ٢٤٥ / ١٩٨١ ، والطيالسي وأبو الفرج بن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ٤١ ، والحاكم وابن مردويه ـ كما في الدر المنثور تحقيق الدكتور التركي : ٧ / ٦٦٦ ـ ٦٦٧ عن ابن عُمرَ عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) مرفوعة ، وأخرجها ـ كما في الدر المنثور أيضاً ـ الطبري وابن أبي عُمرَ العدني والطبراني وابن مردويه ، مرفوعة ، وفي زاد المسير : ٤ / ٤١ : قرأَ أُبَيّ بنُ كعب وأبو مجلِز وقتادة وأبو العالية ، ورويس عن يعقوب (فَلْيَفْرَحُوا) وقرأَ الحسن ومُعاذُ القارِئُ مثلَ ذلكَ ، إلاّ أَنَّهم كَسَرُوا اللاّمَ ، ونُقِلَتْ عن ابن عُمرَ عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) مرفوعةً ، وبعضُ من ذكرناهم هنا لم يذكرهم أبو الفتح بن جني ، وأغلب الروايات مرفوعة ، وفي طرق بعضها مدلسون ، ومن لم يحتج بحديثه ، وذكرها أبو جعفر النَّحَّاس في معاني القرآن : ٣ / ٣٠٠ ، وابن الجزري في النشر : ٢ / ٢٨٥ ، ورفعها أبو حيان في البحر المحيط : ٥ / ١٧٢ ، فقال : رُوِيَتْ هذه القراءة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ، وهي قراءة جماعة من السلف ، والجمهورُ على الياء ، ولم تثبت هذه القراءة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ، ولو ثبتت عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) لما جعلها الكسائي عيباً ، ولما قَال الأَخَفشُ عنها : إِنَّها لُغَةٌ للعربِ ردِيئَةٌ ، ولما رفضَ أبو الفتح بن جني أن يقاس عليها بقوله في المحتسب : ١ / ٣١٤ : (وَلاَ تَقُلْ قِياساً عَلَى ذَلِكَ : فَبِذَلِكَ فَلْتَحْزنُوا) ، وعلّله بقوله : (لاَِنَّ الحُزْنَ لاَ تَقْبَلْهُ النَّفْسُ قَبُولَ الفَرَحِ ، إِلاَّ أَنْ