قَالَ أَبُو الفَتْحِ : قَالَ أَبُو حَاتِم : لاَ يجوزُ إِلاَّ فتح النون من (مُطّلِعُونَ) مُشَدَّدَةَ الطَّاءِ كانت أَو مخفّفة.
قَالَ : وقد شكلها بعضُ الجُهَّالِ بالحضرةِ مَكْسُورةَ النُّونِ.
قالَ : وهذَا خَطأٌ. لو كانَ كَذَلكَ لَكَانَ : مُطْلِعِيِّ ، تقلب واو مُطْلِعُونَ ياءً ، يَعني لوقوع ياءِ المتكلم بعدَهَا والأمرُ عَلَى ما ذهبَ إليهِ أَبو حاتِم إلاَّ أنْ يكونَ عَلَى لُغَة ضعيفة وَهْوَ أَنْ يَجْرِي اسمُ الفاعلِ مُجرى الفِعْلِ المضارعِ ، لقربهِ مِنْهُ ، فَيُجْرَى مُطْلِعُونَ مُجْرَى يُطْلِعُونَ. وَعَليهِ قَوُلُ بَعْضَهِم :
أَرَيْتَ إِنْ جِئْتُ بهِ أَمْلُودَا |
|
مُرَجَلاً وَيَلْبَسُ البُرُودَا |
أقائِلُـنَّ أَحْضِـرِي الشُّهُــودَا (١)
فَوَكَّدَ اسمَ الفاعِلِ بالنُّونِ وإنَّمَا بَابُهَا الفِعْل كَقَولِ اللهِ تعالى : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) (٢) ، وقوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَق) (٣) ، وَنَحو ذَلِكَ. وَمِنْهُ قَولُ الآخر :
وَمَا أدْرِي وَظَنّي كُلُّ ظنّ |
|
أَمُسْلِمُنِي إِلى قَومِي شَرَاحِي (٤) |
يُريدُ : أَمسلميّ ، وهذا شاذ كما ترى ، فلا وجه للقياس عليه (٥).
__________________
سَوَاءِ الْجَحِيمِ).
(١) تقدّم الشاهد في : ص : ٥٤٠.
(٢) سورة التكاثر : ١٠٢ / ٦.
(٣) سورة الانشقاق : ٨٤ / ١٩.
(٤) البيت ليزيد بن محمّد الحارثي. وشراحي مرخم من شراحيل على غير نداء.
المقرب : ١ / ١٢٥ والبحر المحيط : ٧ / ٣٦١ والمغني : ٢ / ٣٤٥ والهمع : ١ / ٦٥ والدرر اللوامع : ١ / ٦٣ وحاشية يس : ١ / ٤٢.
(٥) المحتسب : ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٠.