جعلت هذه ، ثُمَّ شُبَّهتِ الواو في ذلك بالياء فَقَالَ الأخْطَلُ :
إذَا شِئْتَ أَنْ تَلْهُو ببعضِ حَدِيثِهَا |
|
رَفَعْنَ وَأَنْزَلْنَ القَطِينَ المُوَلَّدَا (١) |
وَقَالَ الآخر :
فَمَا سَوَّدَتْنِيَ عامِرٌ عَنْ وِراثة |
|
أَبَى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمّ وَلاَ أَبِ (٢) |
فَعَلَى ذَلِكَ يَنْبغِي أَنْ نحمِلَ قراءةَ الحَسَنِ : (أَوْ يَعْفُوْ الّذِي) فَقَالَ ابنُ مجاهد : وَهَذَا إنَّمَا يَكُونُ فِي الوَقْفِ ، فَأَمَّا فِي الوَصْلِ فَلاَ يَكُونُ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا فِيهِ. وَعَلَى كُلِّ حَال فالفتح أَعرَبُ : (أَوْ يَعْفُوَ الَّذي) (٣).
وَقَرأَ طَلْحَة بن سليمان : (فَأُوَارِيْ سَوْءَةَ أَخِي) (٤) بِسكون الياءِ فِي (أُوَارِيْ).
قَالَ أَبو الفتح : قَدْ سَبَق القولُ عَلَى سُكُونِ هَذِهِ الياءِ فِي موضعِ النَّصْبِ فِي نحوِ قَوْلِهِ :
كَأَنَّ أَيْدِيِهِنَّ بالموماةِ |
|
أَيْدِي جوار بِتْنَ نَاعِمَاتِ (٥) |
__________________
الهوامع : ١ / ٥٣ وحاشية الصباني على شرح الاشموني : ١ / ١٠١ وحاشية ياسين على شرح التصريح : ١ / ٩٠.
(١) يروى (نزلن) مكان (رفعن) ، والقطين : الخدم. الديوان : ٩١ والخصائص : ٢ / ٣٤٢ والمنصف : ٢ / ١١٥.
(٢) البيت لعامر بن الطفيل. شرح المفصل : ١٠ / ١٠٠ و ١٠١ والمغني : ٢ / ٦٧٧ وشرح الأَشموني : ١ / ٢٤٢ وخزانة الأدب ـ بولاق ـ ٣ / ٣٢٧.
(٣) المحتسب : ١ / ١٢٥ ـ ١٢٧.
(٤) من قوله تعالى من سورة المائدة : ٥ / ٣١ : (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ).
(٥) تقدّم الشاهد في : ص : ٥٥٠.